مر اليوم ممطرا وكئيبا·· تنحنحت وسألت حماري الحزين·· ما بك أيها الحمار؟ وكأنك تحمل الدنيا فوق رأسك؟ قال·· هل هذا معقول؟ يمر عيد الحب بهذه الطريقة؟ قلت له·· عن أي طريقة تتحدث؟ قال·· يمر عيد الحب ووجهي يقابل وجهك·· لا أتان جميلة أهديها وردة حمراء·· ولا أي شيء آخر؟ قلت له·· آه معناها تملك ثمن الورود؟ قال ناهقا·· ثمن الورود؟؟ من تكلم عن المال؟؟ قلت أنت·· قال·· آه·· قلت لو·· واللو تبقى مجرد لو؟ قلت له·· كان من المفترض أن أتأسف أنا عن وجودي معك·· عوض أن أحتفل بهذا اليوم الجميل الممطر·· انقلبت الدنيا وصرت أنت أيها الحمار تتأوه من وجودي معك؟ نهق عاليا وقال·· هذا اليوم لا يفرق بين الحمار وبين الإنسان·· لأن موضع الإحساس هو القلب وكلانا نملك قلبا ينبض·· ثم قلت لك المشكلة·· لم أجد أتانا من أجل الزواج·· ولا·· ضحكت من جديد وقلت·· سبحان الله؟ حياتك كاملة وأنت تتأسف عن عدم وجود مصفك الثاني رغم أن البلد مملوء بالحمير أمثالك·· والدنيا كلها يملؤها النهيق والصراخ·· اعترض حماري على كلامي وقال المشكلة ليست في عدم وجود الحمير·· ولكن أين هي الأتان الجميلة الخلوقة صاحبة القد الرشيق الرقيق· ضحكت من جديد وقلت سبحان الله·· حمار ويعرف صلاحو؟