دمُ العرّابِ قنديلُ الحجرِ دمٌ على دمي على سورِ حديقتنِا على جذعِ الوردةِ على الحقولِ المحرّقةِ ب ''شمعدانٍ'' مغروسٍ على ربوتِنا دمٌ على حقيقتِنا دمٌ على دمي على قميصي الممزَّقِ من رماحِ أسباطٍ تشيَّعوا وأنا لم يستملْني أحد بينَ صفَّين يطاردُني الظَّمأُ فشربت صوتي وتيممت حزني وقلبي ينزُّ دمُه على دمي هذي عمامةٌ سوداءُ فيها عشقُ آلِ البيتِ وبيضاءُ ناسكةٌ تسبِّحُ بحمدِ مَن اصطفى المصطفى عمامةٌ بيضاءُ تلوَّنتْ بدمي وسوداءُ من مرثيَّتي وحزني وأنا بين صَفَّين في صِفِّينَ أناجي اللهَ أيُّ العمامتينِ تحملُني إلى جنَّتِك وأنا ما بين السَّيفِ ودمي وأرضُ كنعانَ قبرٌ لا يتَّسع لي وقميصي ب /قانا/ الدَّم لونُه ويدي المقطوعة مجدافُ قربتي وقاربي هرَّبتني الأرضُ من أحشائِها المرَّة منحتني بصيرتَها وأنا ما كنتُ شرقياً بالسَّوادِ ولا بالغربِ كانت دولتي ما كنتُ ابنَ جاريةٍ ولا لأَبي أضحيةً مِتُّ بعقالِ الجملِ والهودجُ لي ورأسُ الحسينِ رأسي ويدُ العبّاسِ سحابةٌ تطفئُ ظمأَ الموتى تشعلُ قناديلَ الرَّملِ خمساً مغمَّسةً بثاراتِ القبائلِ تفتحُ باباً بقفلَينِ تطفئُ جمرَ العائدينَ من هزائِمهم يا ربّ دمي النَّبيذ ولا شامَ لي وأرضُ السَّواد نبذتني قلبي أبيضُ يعشقُ راياتِ الحداد يعشقُ بياضَ كوفيةِ أبي جرَّدتني حربُ الأسباطِ حُلمي وأَردتني صريعاً على قابِ القُربى وأَدنتني من دمي يا صفِّينُ أَعيدي أجراسَ القوافلِ أعيدي ل ''العينين'' بطاقات أعيادِهم ول ''بَعل'' أرجوانَه المفقودَ أَعيدي حلمَ الصِّبيةِ، ضِحْكاتِهم قنديلٌ أبصرَ العمى حين كان الحجرُ سبطي حين كان الدَّمُ دمي·