واش خصّك يا العريان··؟؟ هذه المقولة نجدها عادة حينما تتناقض الأمور فيما بينها، ولكن حماري أصرّ على ترديدها بمجرد أن سمع أخبارا تقول بأن الوزارة التي تعنى بشؤون الأحزاب سوف تضيف إلى السُبات السياسي أحزابا أخرى بمنحها الاعتماد من أجل أن تدخل قائمة ''الكومة'' التي تضم كل التكتلات والحزيبيات والجمعيات الكبيرة والصغيرة· قلت له مازحا·· - لماذا تستبق الأمور، ربما هذه الحزيبيات التي تحتقرها هي التي سوف تعميك·· وتصنع ما لم تستطع صنعه الأحزاب الكبيرة صاحبة الشنبات واللحية· نهق نهيقه المعتاد وقال·· -أنا لا يحق لي أن أحكم على هذا أو ذاك لأني لست مخولا لذلك، ولكن بما أني أنتمي إلى هذا الشعب المغبون، فمن حقي أن أسأل عن مال الخزينة السايب الذي سوف يُصرف على مثل هذه الأمور عوض أن يوجه إلى مكانه· قلت له·· - يا حماري السياسة تحتاج إلى المال الكثير والديمقراطية أيضا·· لقد قيل أن البلد الذي يملك أحزابا كثيرة، يصنف من بين الدول الديمقراطية التي تمنح حرية الكلام والرأي·· لا يهم أن تفعل هذه الأحزاب شيئا، ولكن المهم أن تتواجد في الصف وتبقى دائما في حالة إيعاز وتتحرك بمجرد سماع الصفارة·· وأنت تريد بتفكيرك البليد الذي لا يخرج عن نطاق كيفية صرف المال العام، أن تنزع عنا صفة الديمقراطية التي يبذل الرجال الشرفاء في هذا البلد جهودا معتبرة من أجل ترسيخها في عقولنا وجيوبنا الفارغة· ضرب ذيله يمينا وشمالا وقال·· - اذهب إذن وافعل مثل أسيادك بدل هذه البطالة التي تنخر فيك وأسّس حزبا سياسيا تحلب منه المال دون تعب ولا جهد ولا حتى تفكير·· لأن أصحاب الشأن سوف يتولون عنك مهمة التفكير والتدبير، وسوف تكون تحركاتك موسمية مرة كل خمس سنوات·· من خلال شطحات سياسية هنا وهناك، ثم تعود إلى قوقعتك مثل الحلزون لتختبئ إلى حين·· بحلقت فيه بطريقة مخيفة وقلت له·· - اسمع أيها الحمار·· أنا لست أراقوزا حتى أجعل مصيري في أيدي غيري، ولست منافقا حتى أكذب على نفسي·· المثل يقول·· خادم سيدين حتما سوف يكذب على أحدهما·· وأنا لست سوى خادم نفسي!!