رغم اختتام الطبعة الرابعة للمهرجان الثقافي العربي الإفريقي للرقص الفلكلوري الذي احتضنته ولاية تيزي وزو على مدار ثمانية أيام، إلا أن النشاطات الثقافية والفنية في عاصمة جرجرة وفي العديد من البلديات التابعة لها تتواصل بكثافة وحيوية، حيث كان الموعد، ليلة أمس، مع ثلاث فرق فلكلورية، وهي فرقة ''فيلي'' من البينين، فرقة ''أولاد سيدي بلال'' من غليزان والفرقة القومية للفنون الشعبية من السودان· انطلقت، سهرة أول أمس، بملعب أوكيل رمضان مع فرقة المجمع الثقافي ''فيلي'' من البينين، قدم أعضاؤها رقصة فلكلورية مستوحاة من التراث والطبيعة البنينية، حيث جسدوا فوق المنصة رقصة ''العصفور'' التي تنقل طبيعة حياة عصفور اسمه ''فيلي'' يتميز عن غيره من الطيور، وهو الذي يبحث عن الطيور باختلاف أصنافها ليدلها على الخير ويحثها على التآخي والصداقة ويحاول أن يغرس في قلوبها الحب والطمأنينة· هذه اللوحة الفنية تريد من خلالها هذه الفرقة أن تقول للدول الإفريقية المشاركة في المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني، إن الدول الإفريقية على الرغم من اختلاف تقاليدها وثقافاتها إلا أنها مجبرة على التعاون والعمل سويا من أجل تحقيق أهداف القارة السمراء في مجال التبادل الثقافي· كما قدمت هذه الفرقة رقصة ''الثعبان'' التي أظهروا من خلالها وفائهم وتعلقهم الكبير بهذا الحيوان، وتميزت هذه اللوحات الفنية بعرض تراثي راقص ساده نوع من التمثيل المسرحي تحت إيقاعات الطبول والموسيقى الإفريقية، كما قاموا من حين لآخر برقصات خفيفة وسريعة نالت استحسان الجمهور، والتي تعبر عن الزخم الثقافي والفني الذي تتميز به دولة البينين، وفضلا عن التعدد الفني الذي بدا ظاهرا في العروض المقدمة، فإن أعضاء فرقة ''فيلي'' أبوا إلا أن يضيفوا بعض الطقوس المتمثلة في إشعال النيران وتوليد البخور· وبعدها اعتلت المنصة فرقة ''أولاد سيدي بلال'' من ولاية غليزان، أدت أغانٍ بالطابع الفناوي مأخوذة من ''الديوان''، منها مديح الرسول (ص)، حيث استهلت عرضها بأغنية ''اللهم صلي على رسول الله''، وبعدها أغنية ''بانو أفريكا'' التي خصصت لتثمين هذه التظاهرة الثقافية التي جمعت مختلف الثقافات والتقاليد الإفريقية والعربية، وقد قام هؤلاء الفنانون بمزج أغاني الفناوي برقصاتهم التقليدية، معتمدين على الآلات التقليدية الأصيلة كالفمبري والقارقابو· وقد استطاع أعضاء فرقة ''أولاد سيدي بلال'' أن يحركوا الجمهور القبائلي بعدما أدوا أغنية ''الجزائري يا مولانا'' وردد معهم بعض المقاطع· وبعدها جاء دور الفرقة القومية للفنون الشعبية السودانية التي شاركت للمرة الثانية في المهرجان الثقافي الإفريقي بالجزائر، وتميز عرضها بالإيقاعات الصاخبة المعتمدة أساسا على الطبول التقليدية والصوت المتعالي للصفارات التي تزاوجت بين العرض الراقص المتميز بالحركة، والديناميكية الدؤوبة على الركح، التي عكست الأنماط الحياتية والموروث الثقافي التقليدي الذي تزخر به السودان·