على الرغم من أن وزارة التربية الوطنية أرغمت الأساتذة المضربين على العودة إلى الأقسام والمؤسسات التربوية للعمل، خاصة بعد التهديد بشطبهم من قوائم الوظيف العمومي ومتابعتهم قضائيا، ورغم أن إحدى نقابات التربية تراجعت عن موقفها إزاء الإضراب، إلا أن أغلبية أساتذة التعليم الثانوي رفضوا العودة إلى الثانويات غير مبالين بتهديدات الحكومة، حيث عرفت معظم ثانويات العاصمة شللا تاما عن الدراسة· في جولة استطلاعية قادت ''الجزائر نيوز'' إلى بعض المؤسسات التربوية عبر الجزائر العاصمة لمعرفة هل حقا نجحت وزارة بن بوزيد في تكسير الإضراب، وإرغام الأساتذة على العودة إلى قاعات التدريس؟ أم كانت وسيلة للتخويف فقط؟، فكانت وجهتنا الأولى إلى ثانويات حسين داي، حيث توقفنا عند ثانوية بلكين التي تحسبها بناية مهجورة لا يسكنها ولا يتداول عليها أحد، غير أنه بين الفينة والأخرى يطل الحارس الذي أكد لنا أن معظم التلاميذ التحقوا، بالمؤسسة للدراسة، بعد أن تم إعلامهم عبر وسائل الإعلام أن الأساتذة تراجعوا عن الإضراب، لكن عند وصولهم، يضيف الحارس، وجدوا كل شيء كما هو، أساتذة مضربون، توقف عن الدراسة، وهو ما أدى بإدارة الثانوية إلى تسريحهم في حدود العاشرة والنصف صباحا، بعد ذلك اتجهنا إلى ثانوية عائشة أم المؤمنين بذات البلدية، هي الأخرى كانت مهجورة عن آخرها، لا أساتذة، لا تلاميذ، لا مسؤولي إدارة، الكل خارجها، أخذوا عطلة بغير وقت، وهو ما أوضحه كذلك حارس الثانوية الذي وجدناه لوحده يتجول في ذلك المبنى الواسع للثانوية، أكد أن الأساتذة رفضوا العودة للدراسة، والتلاميذ لم يلتحقوا أصلا بالمؤسسة، بعد ذلك توجهنا إلى ثانويات القبة كثانوية التخوين حامية التي هي الأخرى عرفت شللا في الدراسة، وهو حال ثانويات الحراش، العاصمة كعمر راسم وثانوية خير الدين برباروس وعروج··· ''نحن نرفض أن يدرّسنا أساتذة مستخلفون ولا نقبل أن يُفصل أساتذتنا'' عند اقترابنا من العديد من تلاميذ الثانويات عبر العاصمة، لمسنا عندهم وكغيرهم من شرائح المجتمع نبرة غضب وسخط على وزارة التربية الوطنية، وعلى رأسها وزيرها أبوبكر بن بوزيد، الذين ''أكدوا أنه ضيع لهم مستقبلهم الدراسي بسبب عدم مبالاته بمصالح الأساتذة، وبالتالي المجازفة بمصلحة التلميذ''، وحول إمكانية استخلاف أساتذتهم بأساتذة آخرين بعد أن يتم فصلهم نهائيا بسبب تمسكهم بالإضراب، أكد التلاميذ وبموقف واحد في معظم ثانويات العاصمة أنهم يرفضون أن يدرسوا من طرف أساتذة مستخلفين مهما كان الأمر، مبررين ذلك بأن أساتذتهم أحسن بكثير من حيث المنهجية والخبرة من المستخلفين الذين ''لا يملكون حتى الخبرة، خاصة إذا تم توظيفهم بدون مسابقة''، وهنا أكد التلاميذ أنهم ''ضحية القرارات الارتجالية لوزير التربية''، وأصر التلاميذ على رفضهم القاطع لفصل أساتذتهم عن التدريس وطردهم، موضحين أنهم يطالبون بحقوقهم، وليسوا ''مجرمون''· ''لن ندرس في العطلة وإذا أُجبرنا على ذلك سندخل في إضراب مفتوح'' من جانب آخر، وحول إمكانية العودة إلى مقاعد الدراسة، أكد التلاميذ أنهم مستعدون للدراسة في أي وقت عندما يقرر أساتذتهم ذلك، المهم حسب ما صرحوا به أن يستكملوا السنة الدراسية دون أن تضيع منهم، واشترط التلاميذ عدم استغلال أيام العطل الأسبوعية وكذا العطلة الربيعية التي هي على الأبواب، وهدد التلاميذ إذا تم إجبارهم على استغلال أيام العطلة للدراسة لاستدراك وتعويض الدروس الضائعة أيام الإضراب، على الدخول في إضراب مفتوح، وقد طالب التلاميذ وزير التربية الوطنية بتقليص المقرر الدراسي وحذف الدروس الأخيرة من كل مادة حتى يتسنى لهم الدراسة واجتياز الامتحانات خاصة بالنسبة لتلاميذ المستوى الثالثة ثانوي·