تشارك في الطبعة العاشرة للمهرجان الثقافي الوطني السنوي للفيلم الأمازيغي بالفيلم القصير ''ثرا ثمارا''، ما هو الهدف من هذه المشاركة؟ هدفي الأول من خلال مشاركتي في الطبعة العاشرة لمهرجان الفيلم الأمازيغي هو الحصول على جائزة ''الزيتونة الذهبية''، وهو الهدف الذي يسعى إلى تحقيقه كل المشاركين· أما الهدف الثاني، فيتمثل في عرض الفيلم القصير الذي يحمل عنوان ''ثرا ثمارا'' بمعنى ''حتمية الأحوال'' مدته 26 دقيقة، للجمهور وإظهار الحتمية غير الإرادية التي تتزوج بها المرأة القبائلية· هل بإمكاننا أن نعلم المضامين الرئيسية التي تركزون عليها خلال كتابتكم للسيناريو وإنتاجكم للأفلام الناطقة بالأمازيغية؟ نركز بصفة أكثر في السيناريو والمضامين بصفة أكثر على التربية والإرشاد، لأن مجتمعنا بحاجة ماسة إلى تربية دائمة ومستمرة، خصوصا في ظل المخاطر الاجتماعية التي يتعرّض لها الفرد والعائلة، ناهيك عن بعض الطابوهات التي لا تزال تلازم المجتمع القبائلي، خصوصا وأن السينما الأمازيغية في بداية نشأتها أعتبرها كالطفل الصغير، ونسعى كذلك من خلال هذه الأفلام إيصال رسائل مباشرة لإرشاد الفرد على تنمية وتطوير طريقة تفكيره إلى ما هو أحسن لاسيما في ما يخص العادات والتقاليد وربطها بالأصالة والمعاصرة· هل نفهم من كلامكم أن مهرجان الفيلم الأمازيغي، إلى جانب مساهمته في تربية الفرد، أنه بإمكانه حماية ومحافظة الموروث الثقافي الأمازيغي؟ بطبيعة الحال، فهذه هي القاعدة الأولى، وهو الهدف الرئيسي الذي أنشئ من أجله مهرجان الفيلم الأمازيغي، هذا الأخير يهدف بالدرجة الأولى إلى حماية ومحافظة الثقافة والموروث الثقافي الأمازيغي، وأتمنى فقط أن يعرف هذا المهرجان نجاحا كبيرا في المستقبل· برأيكم، ما هي المكانة التي تتواجد فيها السينما الأمازيغية في الوقت الحالي؟ السينما الأمازيغية هي في بداية نشأتها، ولا تزال كالطفل الصغير، لا يمكن أن ننتظر منها في الوقت الحالي النتائج الإيجابية أو أن تحقق كل الأهداف المسطرة، لكن أؤكد لكم أنها في الطريق الصحيح وتشهد تطورا وتحسنا ملحوظا من سنة لأخرى، هذا المهرجان في حد ذاته سيعمل على تنمية السينما الأمازيغية، فحتى الإنتاجات السينمائية الناطقة بالأمازيغية لا تزال تعاني نقائص كثيرة، لهذا نحن نطالب من كل المنتجين أن يجتهدوا أكثر وأن يعملوا قدر المستطاع لدفع عجلة تنمية السينما الأمازيغية التي هي الفائدة الأولى لثقافتنا ولغتنا وتقاليدنا وهويتنا· العديد من المخرجين السينمائيين يشتكون من وجود صعاب وعراقيل بالجملة في الميدان حالت دون تنمية السينما الأمازيغية، ما رأيكم؟ بصراحة، نحن نعمل بشجاعة قوية وبتحدٍ كبير جدا، لأن المشاكل التي نصادفها في الميدان خلال إنتاجنا السينمائي كثيرة جدا لا تعد ولا تحصى، فمنذ بداية فكرة إنتاج فيلم معين تبدأ المشاكل في كل الجوانب إلى غاية نهاية الفيلم، وبصفة خاصة الغياب الكلي للإمكانيات، وانعدام الدعم المادي والمعنوي من طرف المسؤولين، فمعظم الأفلام التي ترونها الآن أنتجت بالإمكانيات الخاصة للمنتجين وبعض الممولين الخواص، ونحن نتأسف لسياسة المعارف والأكتاف المنتهجة في بلادنا، والتي جعلت السينما الجزائرية تبقى في سباتها، فكل أبواب المساعدات أغلقت في وجه المنتجين للسينما الأمازيغية لأسباب متعددة· كمخرج سينمائي للأفلام الناطقة بالأمازيغية، ما هي الرسالة التي توجهها للمسؤولين والمعنيين؟ أدعو كل مسؤول عن قطاع الثقافة مهما كان مستواه ومكانته، أن يساهم ولو بقسط قليل في مساعدة المنتجين لإنجاز الأفلام الناطقة بالأمازيغية بعيدا عن كل الحسابات والاعتبارات السياسية، لأن القضية ثقافية تخدم بالدرجة الأولى السينما الجزائرية، كما أدعو كذلك إلى عدم الاكتفاء بمهرجان واحد للسينما الأمازيغية، فمن الواجب أن تكثر وتتكرر التظاهرات على مدار السنة، والاعتماد أكثر على ورشات التكوين لفائدة المخرجين قصد تحسين وتنمية مستواهم، وعلى الدولة أن تقدم كل أنواع المساعدة لهم ومنحهم الإمكانيات المادية والمالية قصد إتاحة الفرصة لهم للاستثمار في مجال السينما·