''الدقائق العشرون دوريان جراي'' الثورة والتسابق مع الزمن ''لا يمكن لشخص أن يموت في هدوء، لن أرتجف حتى أمام الموت نفسه، لماذا تصر هذه الوجوه على مطاردتي، سقوط جسدي بعد أن سحبت من الروح، هذا إذا وجدت فيه الروح، أنا لا أخلد الغباء، ما الذي تحصل عليه بعد الجنون ؟!''··· هي مقتطفات من مشاهد مختلفة لمسرحية ''الدقائق العشرون دوريان جراي'' لجمعية الشروق للثقافة والمسرح، التابعة لولاية معسكر، تم عرضها أمس على خشبة مسرح سيدي بلعباس تزامنا والتظاهرة الثقافية للمسرح المحترف في طبعته الرابعة· المسرحية ذات طابع فلسفي كتب نصها جسام قنديل، وأخرجها محمد فريمهدي، تقمص بطولتها نخبة من الممثلين جسدوا الأدوار في مشاهد مختلفة من بينهم حاج الهواري شيخاوي، يوسف سحيري، فاطمة بلعربي، مختار حسن ومباني محمد''· فكرة المسرحية الرئيسية تدور حول موضوع الخلود في بحر الحياة، كما أنها ترمز إلى مجموعة من الأفكار الفلسفية والأخلاقية، إلى جانب الجمالية، وهو ما جسده ذلك الشاب الرسام الذي كان همّه الوحيد هو البحث عن تخليد جماله ولحظات شبابه، وخيّر هذا الرسام بين أن تصاب لوحاته بالشيخوخة بشرط أن يتخلى عن أخلاقه ومبادئه التي كان يتصف بها من قبل· وما ميز هذا النص الميتافيزقي، أنه كلما تخلى الفنان عن أخلاقه كان يتسبب في ضرر الآخرين، وبالتالي تتشوه وجه اللوحة بدلا منه، وهكذا انغمس الشاب في لذاته وشهواته على حساب الآخرين، فتحولت لوحته في الأخير إلى شيء مرعب وأصبح كل شيء فيها مرعب وفظيع· المسرحية أخذت أبعادا جمالية رائعة، وهي تعرض على الخشبة، هذا ما أكده ل ''الجزائر نيوز'' بعض المختصين في المسرح، كما تميز حضور الممثلين بالقوة والتواجد الإيجابي على الركح، هذا الأخير شد الجمهور إليهم طيلة العرض الذي اعتمد المخرج فيه على لغة الحوار بين الممثلين، مما يدل أن البطولة تقاسمها الجميع، بغض النظر عن الدور الرئيسي للبطل، وهذا ما يدل على الاحترافية· أما بالنسبة للديكور، فكان عبارة عن مجرد مستطبات ملفوفة بالغطاء الأحمر، وبعض الأشياء متناثرة على الركح، غير أن تلك الأشكال كانت توحي بالعظمة والغطرسة والأفكار الشيطانية، فهذا الأخير زاد من جمال العرض· فيها يخص الإضاءة كانت ضئيلة جدا في معظم المشاهد، مما دفع المتفرج لبذل جهد أكثر للتركيز على وجوه الممثلين· العرض كان يحمل أبعادا قيمة، الأمر الذي جعل الجمهور يتابع العرض إلى غاية النهاية، وهذا حسب ما أكده لنا البعض من الحضور· ------------------------------------------------------------------------ 3 أسئلة إلى: محمد فريمهدي مخرج المسرحية (معسكر) المسرحية كانت فلسفية رمزية في معظم مشاهدها، هل يمكن أن تقدم لنا توضيحا عن ذلك؟ بالفعل، هذا صحيح، المسرحية عبارة عن مجموعة من الأفكار الفلسفية والجمالية والأخلاقية، وهي تحكي عن معاناة شاب رسام كان يبحث في معظم الأوقات عن تخليد لحظات شبابه، وخيّر بين التنازل عن أخلاقه ومبادئه من أجل المحافظة على جماله، وفي الأخيرانصاع هذا الرسام في رغباته وشهواته الشيطانية وأصبح كل شيء فظيع ومرعب فيه، وبالتالي نستخلص أنه بإمكان المرء أن يحافظ على جماله الخارجي، لكنه ليس بإمكانه أن يخفي قبحه الداخلي· ما هي اللمسات التي أضافتها جمعتكم لهذا العمل؟ هذا العرض المسرحي، هو عمل تراجيدي كلاسيكي ناطق باللغة الفصحى، إلى جانب ذلك موضوع المسرحية ينتمي إلى بعض التيارات المسرحية الموجودة في أوربا وخصوصا المسرح الألماني، وبما أن جمعية الشروق تواقة للتجديد، فاتجهنا إليه لنتعرف عن قرب على هذا النوع من المسرح· كيف هي الحركة الثقافية بمعسكر؟ الحركة بمعسكر نشيطة جدا، فجمال فوغالي أثرى المشهد الثقافي، حيث قام بتفعيل الحركة الثقافية من خلال تقديم عدة نشاطات، إلى جانب ذلك وجود المسرح الجهوي هو الآخر زاد من الجمال الثقافي للولاية، حيث نعتبر هذا مكسبا لنا كمسرحيين·