نهض حماري باكرا·· على غير عادته، ودخل لأكثر من ساعة إلى الحمام أين أخذ ''دشا'' ونزع لحيته التي امتدت طويلا ووضع عطرا قديما خبأه للمناسبات السعيدة فقط وعلى قلتها عاش العطر طويلا·· لبس ''كوستيمه'' الوحيد وربطة عنقه الوحيدة أيضا·· وهمّ بالخروج·· قلت له·· إلى أين أيها الحمار التعيس··؟؟ ما هذا ''التبياش'' مع الصبح الباكر وإلى أين أنت ذاهب؟ قال·· إن حلما من أحلامي سوف يتحقق··؟ قلت·· تحصلت على عمل؟ قال ناهقا··لا أكثر أكثر·· قلت·· أعطوك سكنا؟ قال·· أكثر·· أكثر؟ قلت·· ماذا جرى لقد حيرتني معك؟ قال سأذهب لملاقاة ''ويني مانديلا''·· قلت مندهشا·· طليقة مانديلا؟؟ قال·· نعم·· نعم·· ستحضر مؤتمرا لدعم قضية الصحراء الغربية وسأحاول بكل جهدي أن أصل إليها·· ··· خرج مسرعا وتركني في حيرتي أضرب أخماسا في أسداس حول هاذ الحمار الذي لا يضيّع فرصة·· وبقيت في فراشي أتأمل الجدران المتهرئة ورأسي مملوء بأفكار متضاربة حتى عاد بعد ساعات معدودة·· دخل وشواربه ممدودة على طرف مترين·· قلت له·· كيف حال السيدة ويني مونديلا؟ أجابني وهو ينزع في كوستيمه ويرمي به أرضا·· كرهت هذا البلد·· كرهت ''غاشيه''·· كرهت البيروقراطية وبني عميس·· رأيتها ولكني لم أكلمها·· البوديقارد أحاطوها من كل جانب وكأننا سنخطفها·· ضاع الحلم·· ضاع الحلم··