قال، الشاعر زاهي وهبي، خلال الندوة الصحفية التي نشطها، أول أمس، بقاعة الموقار، بدعوة من جمعية البيت للثقافة والفنون، أن الجزائر موجودة في الوجدان العربي، وأنه قصر في حق الجزائر لأنه لم يستضف إلا ضيفتين جزائريتين فقط في برنامجه ''خليك بالبيت''، مضيفا أنه على الشاعر العربي أن يخرج من الخطاب السياسي والفردية في الكتابة الشعرية للإهتمام بهموم شعبه· دعا، الشاعر زاهي وهبي، أصحاب رؤوس الأموال العرب إلى المبادرة بالإستثمار في المجال الثقافي، وقال أن ما حدث بين مصر والجزائر كان مجرد صب زيت على النار من أجل إبعاد الشعبين عن الإهتمام بقضاياهم الجامعة· وأوضح أن كل مؤسسة إعلامية في العالم لها توجهها الخاص، وعلى الإعلامي أن يوسع هامش حريته قدر المستطاع، مضيفا أنه ليس حزبيا وأنه يحاول من خلال هذا البرنامج أن يكون صوتا يقيم جسور الحوار بدلا من هدمها، وأن حريته الشخصية غير معروضة للبيع بأي ثمن من الأثمان، مضيفا أنه كان مقصرا في حق الشعب الجزائري لأنه لم يستضف في برنامجه ''خليك بالبيت'' غير الجزائريتين أحلام مستغانمي وبهجة رحال في انتظار أن تقبل المجاهدة جميلة بوحيرد، التي حضرت الندوة الصحفية، دعوته للمشاركة في برنامجه· وأكد، ضيف جمعية البيت للثقافة والفنون، أنه على الشاعر العربي أن يبتعد عن تمجيد الفردية بتحويلها إلى أيديولوجية جديدة تطغى على الشعر، وينتقل إلى الاهتمام بقضايا مجتمعه وتقديم هموم شعبه بعيدا عن الخطاب السياسي، وألا ينغلق الشاعر العربي على نفسه وينفتح على مختلف المجالات الأدبية والثقافية الأخرى، معتبرا الشاعر أدونيس أحد صناع الحضارة الشعرية العربية بالرغم من أن قصائده مثيرة للجدل في بعض الأحيان· وقال أن الشعر العربي شجرة واحدة بثمار عديدة، مشيرا إلى أنه لا يحكم على الشعر من هندامه بل من محتواه· وأضاف ،الشاعر العربي زاهي وهبي، أن الجزائر حاضرة في الوجدان العربي، وهي بلد الشهداء والبطولات، ولها أسماء أدبية مضيئة في الذاكرة العربية والإبداع على مستوى العالم، وأشاد، في جلسات ''البيت المضياف''، بالكتاب الجزائريين أمثال كاتب ياسين وآسيا جبار ومالك حداد قائلا ''أنها أسماء مضيئة ليس فقط على مستوى الذاكرة العربية بل على مستوى الإبداع العالمي''· وبخصوص تراجع الشعر لدى المتلقي يقول الشاعر أن اللوم يقع جزئيا على وسائل الإعلام التي أهملت الشعر والشعراء عكس ما أولته من الاهتمام للغناء والمغنين، وأضاف أنه يحاول ردم الهوة بين الشعر والناس، خاصة في المجتمعات العربية وإيصال تجربته الشعرية الإبداعية بكل الوسائل الممكنة حيث سجل مؤخرا ديوانا على قرص مضغوط، منوها الشعر لأنه يجعل من الحياة أقل وطأة، ولا يتصور حياة بدون إبداع جمالي بعيدا عن الوجدان والروح· وأوضح أن الأيديولوجية والقومية والوطنية ترهق الشعر وتخفف من جمالياته، مؤكدا أنه مع شعر الهموم المجتمعية بشرط عدم التخلي عن القيم الجمالية والشروط الجمالية ومقاومة انحطاط القصيدة إلى ما يشبه الخطاب السياسي· وعن التجارب الشعرية في العالم العربي يقول الشاعر أن هناك شعر حسب المدارس والاتجاهات وهو ضد انغلاق الشعراء على أنفسهم كما هو حاصل عند بعض الشعراء، وأضاف أنه لا يمكن الحكم على الشعر من ناحية أسلوبه أو شكله، بل من خلال الغوص في مضمونه، مشددا على صلته بالقصيدة النثرية التي كما قال تنبع من بئر الشعر العربي وليست القصيدة النثرية المقلدة· وكان الإعلامي زاهي وهبي، قد وقّع قبل سفره إلى الجزائر، عقداً مع شركة ''روتانا'' للصوتيات والمرئيات، لإدارة الشعر في الشركة، حيث سيصدر له في الأيام القليلة القادمة، ديوان شعري في شكل قرص مضغوط، يضم أجمل أشعاره، وعن هذه التجربة قال وهبي أن أهمية هذه الخطوة تكمن في الاستثمار في مجال الشعر، موضحاً أن رجال الأعمال العرب يستثمرون فقط في الموسيقى، وأن شركة ''روتانا'' وحدها السبّاقة لهذا الاستثمار، مستهدفة كل أنماط الشعر· هذا وقد ناقش المتحدث شكوى شعراء اليوم من انصراف الجمهور عن الشعر، معتبراً مشاركته من خلال العقد مع ''روتانا'' أحد الحلول للإقتراب أكثر من الجمهور، وأنه سيبذل كل الجهود لتصل رسالته إلى أكبر شريحة من المجتمع·