نظرته الثاقبة للقضايا المعقدة و القذراة التي يتخبط فيها ضحايا السياسة الإقتصادية الجزائرية أوحت لحمزة عماروش طريقة كتابة نقدية لاذعة· نصوص تحكي عدم المساواة التي تهدد الكائن البشري وما تفرزه من دناءة في الواقع·ففي النصوص النقدية كيف يشطح الثعلب لحمزة عماروش تجد الأشكال و السلوكات، كما الملابس (تلك التي تحمل علامة لاكوست) التي تهيمن بشكل كامل و تدور في حلقة تافهة· حيث يطفح الشر يوميا كردة فعل مجنون مبعثه نظام أعمى يحرك ماكينته مزيج غير مفهوم و مع ذلك يسود وتتشكل حوله هالة من الدراما المضحكة· و من دون سابق إنذار و تحت سنابك نظام سياسي مدمّر، تتواطئ المادة هي الأخرى فتخرج عن أصلها الطبيعي، ويأخذنا الكاتب،عبر محطات تستقي سلطتها من كمياء رديئة· فمن داخل المخبر العجيب للنقد اللاذع، يقبع هناك نبات العفن الجزائريالذي يتم تحليل عناصره بطريقة دقيقة، كل ذلك ضمن مساحة من الضحك·و كما كان أجدادنا يحاربون الهموم بالفكاهة· يأتي حمزة عماروش و يصوغ ذلك من منطلق شر البلية ما يضحكئ! لكن بعيدا عن الضحك فطالما كانت مثل هذه الكتابات النقدية اللاذعة تحركها شخصيات هامشية تعيش المهانة في المجتمع بل و في خضم الحياة ككل· و لطالما كان الهجاء مطية لعرض تفاصيل مضحكة موجهة أساسا لفضح بعض الممارسات التي يفرزها المجتمع الجزائري تحت غطاء مزيف من المنطق و اللامعقولية المتمنطقة فتجد: الحراقة العاقون و سفراء الدول الغربية الذين يفترشون ورق تأشيراتهم و··· لعبة الغميضة التي يمارسها الحراقة مع حراس السواحل، البطالون من خرجي الجامعات،ممن يعلقون الآمال في ساركوزي لعله يفتح في وجوههم الأبواب، فكل الأبواب عندنا موصدةئ! لاكوست التي إصطادها المجاهدون ذات أبد أصبحت مشهورة كنار على علم: هذه الألبسة ذات علامة لا كوست صار يلبسها أبناء المجاهدين أكثر من أي أحد و أكثر من أي وقت مضى،رئيس البلدية المنافقكان وعد الناخبين في دائرته بأن يحقق لهم العجائب السبع، لكن و على طول فترة عهدته الإنتخابية لاحظوا فراغ جيوبهم و··· قلوبهم التي صارت فارغة من الدم،ثم ما لبثوا أن إكتشفوا سرا مكمنه أن الثروة لمن إستطاع إليها سبيلا··· أزعم أن حمزة عماروش عالم حشرات يعكف على دراسة حشرات لم تعرف من قبل ثم أنه يدّون بإنتظام على كراسته ملاحظات حول البواعث و العادات الغريبة التي تمارسها تلك الحشرات الجديدة فما عليه إلا أن يستمر على هذا المنوال لما تنطوي عليه كتاباته من سمات الناقد الكبير·