المسرحية من اقتباس وترجمة خالد بوعلي إخراج صونيا، تجسيد لرويني نادية، بوحة سيف الدين، صابر عميور، بوفنازعبد الرؤوف، سينوغرافيا عبد الرحمان زعبوبي، كوريغرافيا سليمان الحابس، موسيقى صالح سامعي· المسرحية تحمل دلالة رمزية رائعة جسدتها سينوغرافيا جمالية من خلال وضع سور عالي مثبت فوق الخشبة بطريقة ذكية مكنت الممثلين من أداء أدوارهم، وهم معلقين في هذا السور، وهي تجربة انفرد بها هذا العرض الذي نجح إلى حد بعيد في شد انتباه الجمهور السكيكدي الذي لم يتعود على مشاهدة مسرحية في الفضاء. السور هو رمز لكل إنسان يقف عاجزا حائرا أمام أسوار الرعب التي تمنعه أن يعيش حرا طليقا في عالم مليء بالتناقضات. المسرحية تروي قصة حورية الوازنة، المرأة المستضعفة التي قررت أن تواجه السور المتصلب الذي يقف حاجزا بينها وبين الزوج الذي جنده الإمبراطور ليدافع ويحمي أسوار المدينة التي يعيش فيها بكبريائه وجبروته بعيدا عن معاناة الملايين من المستضعفين، لتجد حورية نفسها وحيدة في مواجهة هذا الظلم والاستبداد، إنها تناضل بكل حيويتها وأنوثها ورغبتها في الحياة من أجل استرجاع زوجها المسلوب. بصوت التحدي والإرادة تلعن حورية هذا السور اللعنة الكبرى، وتطرح عدة أسئلة: أين الحب؟ أين السلام؟ أين الحرية؟ أين العدل؟ لكنها تبقى أسئلة بدون جواب والصراع بين الضعيف والقوي يبقى هو الصراع الأبدي. وهي الرسالة التي أرادت حورية تبليغها إلى الجمهور الحاضر الذي صفق كثيرا للأداء المتميز التي قدمته الممثلة نادية لرويني ''حورية الوازنة'' التي أعادت للجمهور المسرحي عيطة صونيا الممثلة التي أمتعت جمهورها بهذا العرض كمخرجة لتضرب موعدا يوم 26 أفريل للجمهور العاصمي لمشاهدة المسرحية التي تحمل رؤية جديدة للمسرح من خلال ازدواج فني رائع إخراجيا، سينوغرافيا وكوريغرافيا·