اشترى حماري على غير عادته رزمة من الجرائد التي لا تهتم بالسياسة كما يقول·· قلت له·· ما فائدة ذلك يا حماري·· تريد أن تتملص من السياسة؟ قال·· أريد فقط أن أتزوج··· قلت ··وما علاقة الزواج بالجرائد؟ قال ناهقا·· إيه كل الجرائد التي تراها أمامي تعلن عن رغبات الزواج·· قلت له·· ابحث عن واحدة لك وأخرى لي·· قال·· اسمع يا صديقي الطلبات تقول ما يلي·· المطلوب زوج وسيم·· طويل·· عريض·· غني·· ويكون صغير السن·· قلت له·· كل الشروط لا تتوفر فينا أيها الحمار·· نهق مستنكرا وقال·· تكلم عن نفسك أنا وسيم وطويل وعريض·· قاطعته وقلت·· لكنك فقير·· صمت حماري وغرق من جديد في ورق الجرائد حتى تلطخت أذناه وعيناه بالحبر وأطلق قهقهة عالية·· قال·· يا صديقي الرجال يطلبون أن تكون المرأة عاملة وجميلة وتملك سكنا ولا يهم أن تكون أرملة أو مطلقة·· قلت له·· وهو يتزوج ابلاطايب؟ قال·· هو يكفي أن يكون ذكرا حتى يملك قبيلة نساء·· تغيرت المعايير وأصبحت تتماشى مع السلم الاقتصادي الذي أصبح لا يرحم لا الزواج والبطن ولا الأخلاق ولا الدين·· غطس حماري من جديد في الجرائد باحثا عن أتان ترضى بمن لا شيء له سوى·· والو وإلى حد الآن لم يجد··