تزامنا مع ''الحرفة الجماعية'' لنجوم المنتخب الوطني صوب ''العيادة القطرية''، ورغم انقضاء موسم الشتاء منذ أكثر من شهر، لا حديث هذه المرة عن ''الحرافة'' وقوارب الموت التي كانت تنطلق من دلس وتنس وعنابة بحثا عن اليابسة شمال المتوسط، لا بسبب قانون تجريم الحرافة الذي جاء ليحاكم الضحية عوضا عن المتهم، بل بسبب المنتخب الوطني نفسه الذي تمكن من بعث ''وطنية أم درمان'' التي أعادت الأمل إلى ملايين الشباب وأصبح العلم الوطني ينافس الخبز اليومي من ناحية عدد المشتريات· ورغم الصدمة العنيفة التي أصابت ملايين الشباب من ''مشاريع الحرافة'' عقب الهزيمة القاسية التي مني بها المنتخب في مارس الماضي ضد منتخب صربيا، وحالة اليقظة من حلم تأسيس منتخب ينافس الكبار في نهائيات كأس العالم، إلا أن الأمل ما زال قائما في رفقاء بوقرة وزياني ومغني المتواجدين في ''الدوحة''· ومع حالة الانتظار المشوب بالخوف والرجاء، لا يكاد أصحاب القوارب يجدون راكبا واحدا يمكن نقله إلى شمال المتوسط، وكل الأعناق التي كانت مشرئبة نحو الشمال ولت نحو الجنوب، وما زال أمل الكثير منهم كبيرا في السفر إلى جنوب إفريقيا من أجل حضور نهائيات كأس العالم· وحتى الذين فقدوا الأمل في السفر إلى بلاد العم مانديلا، وما زالوا ينتظرون بلهفة كبيرة مباريات المونديال وبالخصوص تلك التي سيخوضها ''ثعالب الصحراء''، ضد إنجلترا والولايات المتحدةالأمريكية وسلوفينيا· ويبدو أن موسم الحرفة هذه المرة سيعرف تأجيلا غير مسبوق، ولكنه لن يلغى نهائيا بسبب استمرار معاناة الكثير من الشباب الفاقد للأمل، ومن المنتظر أن يبدأ مع نهاية شهر جوان أو في بداية جويلية على أكثر تقدير عندما يخرج المنتخب من المنافسات، وما نخشاه أن تكون المشاركة كارثية في المونديال، فساعتها من المنتظر أن يرتفع عدد الحرافة بدرجة غير مسبوقة و''يحرف'' الجميع بعد اليقظة من ذلك الحلم الذي بدا جميلا، لكنه أشبه بالحلم الكاذب، فقد أعاد الأمل إلى ملايين الشباب وأصبحوا يعتزون بوطنيتهم وانتمائهم بشكل غير مسبوق دون أن يجدوا حلا لمشاكلهم المتراكمة·