عقيدة الصوفية في الله تعالى: يعتقد المتصوفة في الله عقائد شتى منها ''الحلول''، حيث أن الهدف الصوفي هو الوصول إلى مقام النبوة أولا، ثم الترقي· البسطامي من أعلام القرن الثالث في التصوف، ومن أئمة الصوفية يقول: ''رفعني مرة فأقامني بين يديه، وقال لي: يا أبا يزيد إن خلقي يحبون أن يروك، فقلت: زيني بوحدانيتك، وألبسني أنانيتك، وارفعني إلى أحديتك ··'' تعالى الله عما يقول علوا كبيرا، وتأكيد الصوفية على القول بالحلول التي جعلتهم يتشبهون بصفات الله جعلهم يصلون في النهاية إلى القول ''بوحدة الوجود'' التي تعني في العقيدة الصوفية أنه ليس هناك موجود إلا الله سبحانه وتعالى، فليس غيره في الكون، وما هذه الظواهر التي نراها إلا مظاهر لحقيقة واحدة هي الحقيقة الإلهية· ويؤمن الصوفية بهذه العقيدة حتى يومنا هذا· عقيدة الصوفية في الرسول صلى الله عليه وسلم: يعتقد الصوفية في الرسول صلى الله عليه وسلم عقائد شتى، فمنهم من يزعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يصل إلى مرتبتهم وحالهم، وأنه كان جاهلا بعلوم رجال التصوف، كما قال البسطامي: ''خضنا بحرا وقف الأنبياء بساحله'' ومنهم من يعظم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى درجة الوصول إلى الألوهية حيث يعتقد البعض من الصوفية أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو قبة الكون، وهو الله المستوي على العرش، وأن السماوات والأرض والعرش والكرسي وكل الكائنات خلقت من نوره، وأنه أول موجود وهو المستوي على عرش الله، وهذه عقيدة ابن عربي ومن جاء بعده· عقيدة الصوفية في الأولياء: يرى الصوفية أن الولي هو: ''من يتولى الله سبحانه أمره فلا يكله إلى نفسه لحظة، ومن يتولى عبادة الله وطاعته، فعبادته تجري على التوالي من غير أن يتخللها عصيان''، وحقيقة الولي عند الصوفية أنه يسلب من جميع الصفات البشرية، ويتحلى بالأخلاق الإلهية ظاهرا وباطنا، ويصل إلى المساواة مع الله سبحانه وتعالى حيث يعتقد الصوفية في الأولياء أن لهم قدرات كبيرة· عقيدة الصوفية في الجنة والنار: الصوفية يعتقدون أن طلب الجنة والفرار من النار ليس هدفا، فالله يعبد لذاته حيث يزعم المتصوفة أن العبادة الحقة هي ما كانت دون طلب العوض من الله، وأن يشهد فيها فعل الله لا فعل العبد، وأن من شاهد فعله في الطاعة فقد جحد· والصوفية يعتقدون أن طلب الجنة منقصة عظيمة، وأنه لا يجوز للولي أن يسعى إليها، ولا أن يطلبها، ومن طلبها فهو ناقص، وإنما الطلب عندهم والرغبة في الفناء (المزعوم) في الله، والاطلاع على الغيب والتعريف في الكون ·· هذه جنة الصوفي المزعومة· وأما النار، فإن الصوفية يعتقدون أيضا أن الفرار منها لا يليق بالصوفي الكامل لأن الخوف منها طبع العبيد وليس الأحرار· وقد يظن المسلم في عصرنا الحاضر أن هذه العقيدة في الجنة والنار عقيدة سامية، وهي أن يعبد الإنسان الله لا طمعا في الجنة ولا خوفا من النار، ولكنها عقيدة غير صحيحة ومخالفة لعقيدة الكتاب والسنة· الشريعة الصوفية في العبادات: يعتقد الصوفية أن الصلاة والصوم والحج والزكاة عبادات العوام، وأما هم فيسمون أنفسهم الخاصة، ولذلك فعباداتهم مخصوصة وإن تشابهت ظاهرا· وإذا كانت العبادات في الإسلام لتزكية النفس وتطهير المجتمع، فإن العبادات في التصوف هدفها ربط القلب بالله تعالى للتلقي عنه مباشرة حسب زعمهم والفناء فيه واستمداد الغيب من الرسول صلى الله عليه وسلم والتخلق بأخلاق الله حتى يقول الصوفي للشيء كن فيكون، ويطلع على أسرار الخلق، ولا يهم في التصوف إن تخالف الشريعة الصوفية ظاهر الشريعة الاسلامية، فالحشيش والخمر واختلاط النساء بالرجال في الموالد وحلقات الذكر، كل ذلك لا يهم لأن للولي شريعته تلقاها من الله مباشرة· شريعة الصوفية في الحلال والحرام: أهل وحدة الوجود في الصوفية لا شيء يحرم عندهم، ولذلك كان منهم الزناة واللوطية، ومنهم من اعتقد أن الله قد أسقط عنه التكاليف وأحل له كل ما حرم على غيره· ''الخِضْر'' عليه السلام في الفكر الصوفي: قصة ''الخِضْر'' عليه السلام التي وردت في القرآن في سورة الكهف، حرف المتصوفة معانيها وأهدافها ومراميها، وجعلوها عمودا من أعمدة العقيدة (الصوفية)، وجعلوا هذه القصة دليلا على أن هناك ظاهرا شرعيا، وحقيقة صوفية تخالف الظاهر، وجعلوا إنكار علماء الشريعة على علماء الحقيقة أمرا مستغربا، وجعل الصوفية ''الخِضْر'' عليه السلام مصدرا للوحي والإلهام والعقائد والتشريع، ونسبوا طائفة كبيرة من علومهم التي ابتدعوها إلى ''الخِضْر'' وليس منهم صغير أو كبير ممن دخل في طريقهم إلا وادعى لُقيا ''الخِضْر'' والأخذ عنه· أذكار الصوفية: الأذكار الشرعية حظيت بالبيان والتوضيح فلم يترك الرسول صلى الله عليه وسلم مجالا من مجالات الذكر إلا وبين الصيغة التي يتعين على المسلم ذكرها، عندهم أذكارا وصلوات وخير مثال على ذلك أفضل ذكر ورد عن النبي ''لا إله إلا الله''، فالصوفية يذكرون إسم الله مفردا بقولهم ''الله، الله، الله'' أو مضمرا بقولهم ''هو، هو، هو''، وبعضهم فسر ذلك بقوله أخشى أن تقبض روحي وأنا أقول ''لا إله····'' صلوات المتصوفة، صلاة الفاتح التي تقول: ''اللهم صلي على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق، والخاتم لم سبق، وناصر الحق بالحق ···'' إلى آخره من ابتداع الصوفية، وهناك ورد أطلق عليه المتصوفة جوهرة الكمال، وهي من أورادهم اللازمة التي لها حكم الفرض العيني ونصه ''اللهم صلي وسلم على عين الرحمة الربانية، والياقوتة المتحققة الحائطة بمركز الفهوم والمعاني، ونور الأكوان المتكونة ···'' إلى آخر الخزعبلات التي ليس أمام أي مسلم إلا أن يحوقل ويسترجع ويتعوذ من المكر ''فاللهم لا تمكر بنا''· يتبع ------------------------------------------------------------------------ إرق نفسك بنفسك وتداوى بالطب البديل علاج الأمراض النفسية - إِذا أصابه مكروه، قارن بين بقيَّة النعم الحاصلة له، دينيَّةً أو دنيويَّةً، وبين ما أصابه من المكروه، فعند المقارنة يتَّضح كثرةُ ما هو فيه من النِّعم، وكذلك يُقارن بين ما يخافه من حدوث ضرر عليه وبين الاحتمالات الكثيرة في السلامة، فلا يدع الاحتمال الضعيف يغلب الاحتمالات الكثيرة القوية، وبذلك يزول همه وخوفه· - يعرف أنَّ أذيَّة الناس لا تضُرُّه خصوصاً في الأقوال الخبيثة، بل تضرُّهم، فلا يضع لها بالاً ولا فكراً حتى لا تضرُّه· - يجعل أفكاره فيما يعود عليه بالنفع في الدين والدنيا· - أن لا يطلب العبد الشكر على المعروف الذي بذله وأحسن به إِلا من الله، ويعلم أنَّ هذا معاملة منه مع الله، فلا يُبال بشكر من أنعم عليه (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا) الإنسان: 9· ويتأكد هذا في معاملة الأهل والأولاد· - جعل الأمور النافعة نصب العينين والعمل على تحقيقها وعدم الالتفات إِلى الأمور الضارَّة، فلا يشغل بها ذهنه ولا فكره· - حسم الأعمال في الحال والتَّفرُّغ في المستقبل حتى يأتي للأعمال المستقبلة بقوة تفكير وعمل· - يتخيَّر من الأعمال النافعة والعلوم النافعة الأهم فالأهم، وخاصةً ما تشتد الرغبة فيه ويستعين على ذلك بالله، ثم بالمشاورة، فإِذا تحقَّقت المصلحة، توكَّل على الله· ------------------------------------------------------------------------ إن من الشعر لحكمة أحزان قلبي لا تزول *** حتى أبشر بالقبول وأرى كتابي باليمين *** وتقر عيني بالرسول قرآننا شفاؤنا قال الله تعالى: (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) سورة آل عمران الآية 18 دعاء (اللهم توفنا مسلمين، وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين، اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك، إجعل عليهم رجزك وعذابك، إله الحق آمين يا قريب يا مجيب السنة منهاجنا قال حبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم : ( ليس الشديد بالصرعة قالوا: فما الشديد، قال: الذي يملك نفسه عند الغضب) رواه الترمذي· ------------------------------------------------------------------------ لمن كان له قلب (2) : كيف نعتني بقلوبنا لقد تقدمت العناية بالقلب من الناحية الحسية حتى وصلت لمرحلة زراعة القلب، لكننا هنا سنتطرق إن شاء الله لموضوع العناية به من الناحية الروحية المعنوية· أهمية العناية بالقلوب 1 - إن الله أمر بتطهير القلب· قال تعالى (وثيابك فطهر) الثياب القلب· 2 - أهمية القلب وأثره في حياة الإنسان في الدنيا والآخرة، فلهذا القلب مكانه، فهو الموجه والمخطط، ففي حديث أبي هريرة (القلب ملك والأعضاء جنوده، فإذا طاب الملك طابت جنوده، وإذا خبث، خبثت جنوده)· 3 - غفلة كثير من المسلمين عن قلوبهم مع الاهتمام الزائد بالأعمال الظاهرة مع أن القلب هو الأساس والمنطلق· 4 - أن كثيراً من المشاكل بين الناس سببها من القلوب وليس لها أي اعتبار شرعي ظاهر· 5 - أنّ سلامة القلب وخلوصه سبب للسعادة دنيا وأخرى· 6 - مكانة القلب في الدنيا والآخرة، قال عز وجل (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم)· وقال (من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب)· وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قوله صلى الله عليه وسلم (إنّ الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم )، وأشار إلى صدره· وفي حديث النعمان بن بشير قوله صلى الله عليه وسلم (ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)· 7 - أن من تعريف الإيمان (وتصديق بالجنان) وتعريف آخر (عمل الجوارح وعمل القلب)، فلا إيمان إلا بتصديق القلب وعمله، والمنافقون لم تصدّق قلوبهم وعملوا بجوارحهم، ولكنهم في الدرك الأسفل من النار· ولكن قليلاً منّا من يقف أمام قلبه فهويقضي جلّ وقته في عمله الظاهر، والقلب يُمتحن ففي الحديث (تُعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً فأي قلب أُشربها نُكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نُكتت فيه نكتة بيضاء حتى تعود القلوب على قلبين قلب أسود وقلب أبيض)· وليس الامتحان الإبتلاء بالشيء الظاهر كالسجن أوالفصل من العمل أو الإيذاء، ولكن الامتحان الأصعب هو امتحان القلوب، وفي قوله تعالى (وأعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه) معنىً للإمتحان· والقلب كالبحر لاحتوائه على أسرار عجيبة وغموض كبير وأحوال متقلبة سواءً كانت منكرة كالغفلة، الزيغ، الاقفال، القسوة، الرياء، الحسد، النفاق ·· والنتيجة الطبع والختم والموت ·· وصفته أسود· أو كانت تلك الأحوال محمودة كاللين،الاخبات، الخشوع، الإخلاص، المتابعة، الحب، التقوى، الثبات، الخوف، الرجاء ·· والنتيجة السلامة والحياة والإيمان ·· وصفته أبيض، فالقلب عالم مستقل· مواطن امتحان القلوب وابتلا ئها: 1 - موطن العبادة: الصلاة، الصدقة، الصيام· قال الله تعالى (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً)· 2 - موطن العلم: فقد يكون أول مقصده لله ثم يتحول مقصده للرياسة أو عند المراءاة والجدل· 3 - الدعوة .4 -المال· 5-الرياسة والمناصب· 6 -الحسب والجاه والنسب· 7 -الشهوات والشبهات· ملاحظة مهمة: إن أعمال القلوب لا يعلمها إلا الله خالق القلوب سبحانه، وليست موكلة لنا، فقد قال الله تعالى لرسوله الكريم في شأن المنافقين (أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم )، وفي قصة أسامة بن زيد أنه لحق رجلاً من الكفار وعندما رفع السيف عليه، قال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فقتله أسامة، فجاء يخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له: أقال لا إله إلا الله وقتلته؟ فأجاب أسامة: إنما قالها خوفاً من السلاح، فقال الرسول: أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا· المحب لله الخائف منه: أبو أحمد عبد الله منيب بيدي