إنتقدت، منظمات حقوقية وشخصيات وطنية، الإعتداءات والإعتقالات التي تعرض لها المشاركون في تظاهرات الثلاثاء بمصر للمطالبة بتعديل الدستور ورفع حالة الطوارئ، واعتبروا أن الاعتداء بالضرب على النشطاء رسالة موجهة للمعارضة بشأن طريقة التعامل مع الاحتجاجات المستقبلية· قال، أحمد ماهر منسق حركة ''السادس أفريل'' الداعية للتظاهرة أن نحو خمسين من نشطاء الحركة وشباب أحزاب المعارضة والحركات الاحتجاجية إعتقلوا أمام مبنى البرلمان بعد الاعتداء عليهم· وقال أن الشرطة حاصرت المتظاهرين لفترة طويلة أمام المبنى، ثم بدأت في محاولة تفريقهم بالضرب بالهراوات، فبدأوا بالركض باتجاه ميدان التحرير القريب من مبنى البرلمان، ثم عاودت قوات الأمن الاعتداء عليهم واعتقال بعضهم· وأوضح، ماهر، أن الأمن منع العشرات من النشطاء من الوصول إلى وسط القاهرة للإنضمام إلى الاحتجاج، كما منع مسيرة بدأها نشطاء حزب الغد بزعامة أيمن نور، وحاصر مقر الحزب بميدان طلعت حرب الشهير، واعتدى على بعضهم واعتقل نجل زعيم الحزب قبل أن يطلق سراحه بعد فترة قصيرة· وقال، الأمين العام المساعد للكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين النائب محمد البلتاجي، أن ما تم من وحشية في التعامل مع شباب يطالب بالإصلاح جريمة في حق الوطن، مؤكدا أن النظام في حالة ذعر وخوف من أي مطالبة بالحرية والديمقراطية· وأضاف أن الاعتداء على فتيات وشباب بهذا العنف يكشف مدى التناقض الذي يتعامل به النظام مع المطالب السياسية، في مقابل الوقفات والاحتجاجات الاجتماعية التي يحاول من خلالها تسويق نفسه وإظهار نفسه للرأي العام في صورة الديمقراطي الذي يقبل الرأي الآخر، ''لكن وقفة الشباب اليوم فضحته أمام العالم كله''· وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في بيان لها أن شوارع القاهرة تحولت إلى ما يشبه باحة معتقل للتعذيب والقمع الوحشي لمواطنين حاولوا التعبير عن رفضهم لاستمرار حالة الطوارئ ومطالبتهم بالديمقراطية· وقالت أن العشرات أو المئات تعرضوا للضرب والسحب بالشوارع دون تمييز بين الإعلاميين والمحامين والنشطاء الحقوقيين والشباب، حتى أن نساء وفتيات تم ضربهن بشكل عنيف· وقد اعتقلت قوات الأمن عشرات الشباب لتظاهرهم أمام البرلمان وسط القاهرة للمطالبة بتعديل الدستور والاحتجاج على تجوه الحكومة نحو تمديد حالة الطوارئ للعام الثلاثين على التوالي، كما اعتدت على الصحفيين ومصوري الصحف، وصادرت كاميراتهم والشرائط المصورة التي بحوزتهم· وقالت، مديرة مركز قضايا المرأة عزة سليمان، أن ''النية لم تكن فض المسيرة فقط، ولكن ضربنا وإرهابنا بشكل عنيف''· وقال، المنسق السابق لحركة ''كفاية'' جورج إسحاق، أن ''هذه القسوة والعنف الشديدين يوضح مدى استبدادية هذا النظام غير الديمقراطي''· وقد بلغ عدد المعتقلين الذي توصلت إليه الشبكة العربية، حتى عصر الثلاثاء، 87 معتقلا تم نقل بعضهم إلى معسكرات الأمن المركزي في طريق الإسماعيلية ومعسكرات الدراسة، كما نقل بعضهم إلى أماكن مجهولة· وقد نظم نواب مستقلون ومعارضون وقفة احتجاجية أمام البرلمان للتنديد بالإعتداء على التظاهرة السلمية لنشطاء ''السادس أفريل''، وطالبوا البرلمان بسرعة مناقشة هذه ''الأحداث الخطيرة''· وقال شهود عيان أن عددا من الجامعات المصرية شهد مصادمات عنيفة بين الأمن الجامعي والطلاب الذين نظموا مسيرات وتظاهرات استجابة لدعوة ''السادس أفريل'' لتجديد التظاهر في هذا اليوم للمطالبة بتعديل الدستور، وهتف الطلاب ضد التدخلات الأمنية والإدارية في الجامعات المصرية وطالبوا باستقلال الجامعات وتنفيذ قرار القضاء بخروج الأمن من الجامعة، كما وزع بعضهم بيانا لدعم ترشيح محمد البرادعي لرئاسة الجمهورية·