وفاءنا يتجدد مع ذكرى استشهاد القائد الوطني الفتحاوي خليل الوزير (أبو جهاد) والقادة الثلاثة كمال عدوان و أبو يوسف النجار وكمال ناصر، والذين سقطوا على أرض تونس وبيروت الغربية بمنطقة (الفردان)، وبذات الرصاص الغادر والجبان الذي أراد أن يقتل فكر وروح الثورة··· ووقف مسيرة نضالنا الوطني، ووأد ثورتنا الفلسطينية المعاصرة، وإدخالها في حالة التخبط والتراجع والانكسار، وكان الفشل حليفهم· هو ذات الرصاص الجبان والغادر الذي اغتال العديد من شهداء ثورتنا ومن كافة الفصائل الوطنية والإسلامية، والذي يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن رصاص الغدر الصهيوني لا يفرق ما بين فلسطيني وفلسطيني أينما تواجد··· وعلى أي أرض يكون··· وهذا ما هو ثابت في سجل جرائم ومجازر هذا الاحتلال الذي يفوق بعنصريته وهمجيته وغدره كل ما يمكن أن يتصوره عقل أو منطق أو قانون أو حتى الصراع الذي لا يبيح القتل على بعد آلاف الكيلومترات وفي عاصمة عربية وليس في ساحة معركة ومواجهة كما تم في اغتيال القائد أبو جهاد في تونس، وكما تم اغتيال القادة الثلاثة الكمالين وأبو يوسف النجار في منطقة الفردان ببيروت· إن سياسة الاغتيالات الإسرائيلية والتي تم ممارستها منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة بقيادة حركة فتح بالعام (1965) تعبر عن حالة إخفاق وفلس أمني وعسكري إسرائيلي، ولا يعبر بالمطلق عن قدرات أمنية وعسكرية عندما يتم مهاجمة منازل آمنة في منتصف الليل من خلال خفافيش الظلام وبتعاون وتنسيق من قبل العملاء داخل هذه الدول وبجنسياتهم المختلفة· إن استهداف قادة الثورة الفلسطينية على مدار عقود طويلة كما استهداف كافة القادة من الفصائل الإسلامية كما تم باغتيال الدكتور فتحي الشقاقي في مالطا، كما اغتيال الشهيد محمود المبحوح في دبي، كما اغتيال العديد من القادة وعلى رأسهم شهيدنا ورمزنا الرئيس ياسر عرفات وشيخنا الجليل الشهيد أحمد ياسين والرفيق أبو علي مصطفى والعديد من القادة من الصف الأول والثاني ومن كافة فصائل العمل الوطني والإسلامي··· والذي يستهدف إضعاف معنويات الصمود والتحدي والمقاومة وإيصال رسالة إسرائيلية غادرة وفاشلة في تحقيق أهدافها الأساسية والاستراتيجية (أن بإمكانهم الوصول إلى حيث يريدون) حتى وإن كنا قد خسرنا العديد من القادة الذين سيبقون أحياء بداخلنا··· كما لا زالت بصماتهم النضالية راسخة بالعقول والقلوب وإرادة التحدي والصمود··· التي ستبقى قادرة بحكم الواقع والزمن المفتوح في ظل احتدام هذا الصراع الذي أرادت إسرائيل بعدوانيتها وجرائمها ومجازرها أن يبقى بحالة اشتعال ومواجهة دون أن تجنح هذه الدولة المارقة والخارجة عن كافة الأعراف والقوانين الدولية صوب السلام العادل والشامل والاعتراف بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني والانسحاب إلى حدود الرابع من جويلية 67 وحقنا بإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية· هذا الجنوح اليميني العنصري المتطرف الذي تنتهجه هذه الحكومة اليمينية برئاسة نتنياهو تعبر عن إيديولوجية صهيونية توراتية دينية تريد أن تخلعنا من أرضنا التي ولدنا عليها والذي استشهد من أجلها الآلاف، أرض الأجداد والآباء والكنعانيين الأوائل ونحن منهم وإليهم، ومجمل التضحيات والأرواح التي قدمت ولا زالت من أجل كرامتنا الوطنية وحريتنا السياسية واستقلالنا ودولتنا التي نريد العيش فيها كما كافة شعوب الأرض· ونحن بذكرى استشهاد خيرة قادتنا وأكثرهم عطاءا وتضحية وفداء والذين سجلوا في صفحات الثورة الكثير من الإنجازات والمواقف التي يصعب حصرها في هذا المقام··· إنما يؤكد أننا لا زلنا على عهدنا وقسمنا، لا زلنا على ثوابتنا وحقوقنا··· لازلنا على حقنا باعتماد خيارات نضالنا وفق مصالحنا الوطنية· كما لا زلنا، وسنبقى على مسيرة النضال والتحرير وإقامة الدولة، ولن يكون متاحا لإسرائيل مهما ارتكبت من جرائم ومجازر··· وما أوقعته من خسارتنا للعديد من القادة أن تحلم هذه الدولة العنصرية المارقة بأن يخرج منا ومن بيننا (من يسلم ويرفع الراية البيضاء) مهما اشتد العدوان وممارساته وليس آخرها شهدائنا في المنطقة الوسطى اليوم وحتى هذا القرار العنصري (1650) والذي يعبر عن أن هذا الكيان الصهيوني لا زال يعيش عقلية المحتل العنصري ولا يعترف بالاتفاقيات الموقعة كما لا يعترف بحقوق الانسان وحق المواطن الفلسطيني بالعيش داخل وطنه حيثما أراد وحقه بالتنقل كما يريد في مخالفة واضحة وفاضحة لهذه السياسة الإسرائيلية العنصرية· إن إسرائيل وسياساتها المتبعة منذ عقود لم ولن تجني لهذا الكيان الأمن والسلام··· على حساب أمننا وحريتنا ودولتنا وحقنا الطبيعي بالعيش بحرية وسيادة··· في ظل إدارة الظهر وعدم الالتزام بدفع استحقاقات التسوية السياسية··· وإلا فإن استمرار سياستها في ظل هذا السجل الإجرامي ومجمل الاغتيالات التي استهدفت قادتنا ومناضلينا ومجاهدينا··· لن يكون بوابة للسلام··· وإنما بوابة واسعة للمزيد من المواجهات··· والتي تتحمل إسرائيل أسبابها ونتائجها بصورة كاملة· الوفاء والرحمة لشهدائنا··· ولكل شهداء ثورتنا··· وعهدنا هو العهد··· وقسمنا هو القسم··· على أن نبقى متمسكين بثوابتنا··· مهما غلت التضحيات وازدادت مساحة المعاناة والألم والحرمان، ولنجعل من الذكرى لشهدائنا القادة··· وما يمارس بحقنا من جرائم وسياسات عنصرية··· منطلقا للجميع لإنهاء هذا الانقسام الكارثي والذي يفتح للمحتل المزيد من الأبواب والقرارات العنصرية بحق شعبنا··· علينا أن نكون الأوفياء والأكثر حرصا وعملا وفعلا من أجل حريتنا··· وليس استمرار ما يرتكب بحقنا وحقوقنا وأرضنا وإنساننا المهدد بإقامته ورزقه واستقراره في ظل أوضاعنا الداخلية التي تسهل على عدونا المحتل ··· وتصعب علينا سبل مواجهته وليس في هذا مصلحة وطنية لأي منا·