قدمت، أول أمس، الممثلة والمخرجة المسرحية صونيا، أول عمل لها وهي على رأس المسرح الجهوي لمدينة سكيكدة الذي دخل الساحة المسرحية مؤخرا، والذي اقتبس نصه وترجمه خالد بوعلي من ''أمام أسوار المدينة'' لتكراند دوست· تدور، أحداث النص الأصلي والمسرحية ككل، حول شخصية ''حورية الوازنة'' التي أدت دورها الممثلة نادية لعريني، هذه المرأة الضعيفة والمستضعفة تحاول بكل ما أوتيت من قوة وحيلة وذكاء إسترجاع زوجها المجند في صفوف جيوش الإمبراطور، ورغم تلك الصعوبات والعراقيل والسخرية التي تواجهها أمام أسوار تلك المدينة من الجنود وقائد الجيش إلا أنها لم تيأس ولم تستسلم لذلك الجدار الهائل الذي يقف بينها وبين فرحها وأملها، قبل أن يخبروها بموت زوجها· كان ديكور المسرحية معبرا عن الفكرة الرائعة، جعل الجمهور والممثلة التي لعبت الدور الرئيسي في جانب والجنود والإمبراطور في الجانب الآخر، ما ترك الجمهور يعيش أجواء المسرحية بداخله من جهة، وترك في أحيان أخرى الممثلين يؤدون أدوارهم معلقين في الهواء، هذه التجربة التي انفرد بها عبد الرحمان زعبوبي لصالح مسرح سكيكدة، وكسر بها روتين الديكور الأفقي في كل المسرحيات، وهو ما لفت انتباه الجمهور العاصمي ونال إعجابه· يحمل العرض في طياته، بعيدا عن الفكرة المجسدة، رسالتين رمزيتين، الأولى في الصور الذي تبرز العوائق والمشاكل، بغض النظر عن مصدرها والتي يمكن لها أن تكون معوقات نفسية داخلية ويمكنها أن تعيقنا في الوصول إلى ما نصبو إليه، من جانب آخر صوت شخصية حورية الوازنة صوت التحدي والإرادة والمثابرة للوصول إلى الهدف المنشود·