لم أكن لأفهم معنى الكتابة في صمت، لو لم يقع بين يديّ الأسبوع المنصرم عمل إبداعي بقدر ما أخذ بلبي بقدر ما جعلني أتواضع أمام ما يمكن للإتقان أن يصنع· ربما كنت أنتظره منذ أشهر، مذ أخبرني صاحبه أنه يوشك على الظهور، ومع هذا لم أكن متحمسا له في سري كما كنت في ظاهري، حتى أهدانيه الأسبوع المنصرم· ''مثلا·· فتقوه''·· هكذا أراد له أن يكون عنوانه جريئا، مستفزا كنصوصه التي تضطرك لتهادن القطيعة التي فرضناها على الشعر أو فرضها الشعر علينا، فلم يكن ما قرأت ''محاولات'' أو ''تجارب'' أو حتى مشاريع، كان شعرا بكل ما يعنيه الشعر من قداسة فقدتها النصوص الحديثة مساكنة ل ''حداثة'' لم تضف للشعر بقدر ما أنقصت منه· أقول هذا عن باكورة أعمال رشدي رضوان الشعرية وأنا المرتد عن الشعر، الكافر به منذ أعوام، لا مجاملة له وهو يكره المجاملة، بل إنصافا لعمل أعجب كيف بقي في الأدرج لأزيد من سنتين وهو الفائزة بجائزة على معاشي2008، وكأنه بهذا العمل يسرّ لي بحقيقة تجاوزتها غضبا لنفسي، أنني كنت قاسيا في حكمي على هذه الجائزة، بدليل أنها 'توجت واحدة من أجمل المجموعات الشعرية التي قرأتها منذ مدة والتي لا أكاد أذكرها باستثناء العمل المتميز أيضا لسعدية مفرح الموسوم ''يقول اتبعيني يا غزالة ''الصادر عن منشورات البيت، والذي وإن أعجبني فإنه لم يفاجئني بقدر ما فاجأني رشدي بعمله ''مثلا فتقوه'' والذي أعدكم بقراءة مطولة له، تظهر بالدقة سبب افتناني به على وجه الخصوص·