وقال بحليطو: عادت جدتي أخيرا، وتلفنت لي فور وصولها إلى العاصمة، هرعت إلى محطة الحافلات لأستقبلها·· فقد اشتقتُ إليها وإلى مشاكستها·· فهي ورغم لسانها السليط وعنادها تقول في معظم الأحيان الصح بحكم خبرة السنين، لكنها تفتقر إلى الدبلوماسية في التعبير عن ما يختلج بداخلها··وصلت إلى محطة الحافلات وكنت أنتظر نفس الحرارة والترحاب والاشتياق الذي قابلت به جدتي، لكنها لم تكن كذلك وكأنها لم تسافر·· سألتها: هل ارتحت يا جدتي؟ فأجابت: ومن أين تأتي الراحة! البلاد كلها مملوءة بالمشاكل أينما تذهب تجد الناس تشكو·· وا عجباه شعب لا يكف عن الشكوى··! فقلت كيف قضيت أيام العطلة··؟ وردّت عن أي عطلة تتحدث·· عطلة فنادق لا تحمل إلا الاسم وخدمات متدنية ومركبات يقال أنها سياحية··· آه يا بحليطو لماذا نخدع أنفسنا·· ليست لدينا سياحة·· في المرة القادمة سأذهب إلى تونس أو تركيا، أما هنا فتنفق المال الكثير مقابل وجع الرأس فقط··