إنتقد رئيس روسياالبيضاء، ألكسندر لوكاتشينكو، روسيا لامتناعها عن دفع إيجار قاعدتين عسكريتين على أراضي بلاده، ولوح بالتغيب عن مؤتمر أمني إقليمي تستضيفه موسكو في ماي المقبل· وقال لوكاتشينكو، وهو حليف تقليدي لروسيا، أن الأخيرة ''لم تدفع ولا روبل'' (عملة روسيا) لقاء استخدام قاعدتين هما عبارة عن موقع للإنذار المبكر للصواريخ البالستية، والآخر لتوجيه الغواصات الروسية العاملة في المحيط الأطلسي· الإنتقادات وجهها، لوكاتشينكو، في معرض تعليقه على الاتفاق الذي وقع الأسبوع الماضي بين روسيا وجارتها أوكرانيا، والذي مددت كييف بموجبه عقد تأجير قاعدة القرم البحرية لمدة 25 عاما أخرى بعد 2017 مقابل منحها سعرا تفضيليا لإمدادات الغاز· وقال ''أريد أن أهنئ زملائي الأوكرانيين على هذا النصر، فقد وفروا بضعة مليارات من الدولارات بالتوقيع على هذا الاتفاق''· وأضاف، لوكاتشينكو، قائلا ''لمن يريد أن ينسى، فإن لروسيا قاعدتين عسكريتين على أرض روسياالبيضاء، وروسيا لم تدفع لنا روبلا واحدا ولا كوبيكا (واحد على مائة من الروبل) واحدا، ولا دولارا واحدا مقابل هاتين القاعدتين''· ويأتي توتر العلاقة بين البلدين وسط خلافات تجارية وغضب روسياالبيضاء مما تراه أسعارا مرتفعة للطاقة الروسية وحنق موسكو من رفض مينسك الاعتراف بإقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الجورجيين الانفصاليين كدولتين مستقلتين· ويقول مسؤولون روس أن موسكو لا تدفع لمينسك مقابل القواعد لأن روسياالبيضاء تحصل على النفط والغاز الروسيين لقاء أسعار زهيدة، في حين تقول روسياالبيضاء أن عدم الدفع يرجع إلى شراكة عسكرية وسياسية وثيقة بين الجانبين· وزاد، لوكاتشينكو، التوتر بانتقاده دعم موسكو الفوري للمعارضة القرغيزية التي أتت إلى السلطة بعد انتفاضة دموية هذا الشهر· مع العلم أن الرئيس القرغيزي المخلوع، كرمان بك باكييف، فر إلى روسياالبيضاء· وهدد، لوكاتشينكو، بأنه لن يحضر قمة غير رسمية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تهيمن عليها روسيا والمقررة في الثامن ماي المقبل بموسكو ما لم يدرج ''إنقلاب'' قرغيزستان على جدول أعمال الاجتماع· وتضم هذه المنظمة كلا من روسياالبيضاء وقرغيزستان وأرمينيا وكازاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان· وتساءل لوكاتشينكو ''أي نوع من المنظمات هذه إذا كانت هناك إراقة دماء في إحدى الدول الأعضاء ووقع انقلاب غير دستوري والتزمت هذه المنظمة الصمت''· وكان، لوكاتشينكو، تغيب عن قمة للمنظمة عقدت في جوان الماضي مع موسكو بسبب خلاف معها بشأن صادرات الحليب·