قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده لا تزال تواجه احتمالا كبيرا للتعرض لعمليات أو اعتداءات "إرهابية"، وذلك في اجتماع مع الحكومة للبحث بوضع برنامج جديد لمكافحة الإرهاب، فعلى رغم إشادته بما اعتبره إنجازات كبيرة لقوى الأمن الروسي ضد ما سماه "الإرهاب السري" ومن يقفون وراءه، حذر بوتين من أن خطر الإرهاب لا يزال قائما بل ومرتفعا. وقد شدد بوتين الذي كان يتحدث في اجتماع للحكومة أمس الاثنين، على ضرورة إعطاء الأولوية لدعم وتعزيز أمن البلاد والمجتمع "وكل فرد في روسيا"، ودعا في هذا الإطار إلى زيادة المخصصات المالية في البرنامج الجديد المخصص لمكافحة الإرهاب الذي تناقشه الحكومة في الوقت الراهن مع انتهاء صلاحية البرنامج السابق في العام 2007. وبحسب ما نقلت مصادر إعلامية فإن بوتين طالب بوضع عشرات مليارات الروبلات الروسية في تصرف البرنامج الجديد الذي لم يتم الإعلان بعد عن تفاصيله، وكان رئيس جهاز الأمن الروسي الداخلي نيكولا باتروشيف حذر في شهر أفريل الماضي من قيام مليشيات مسلحة بالسعي لتجنيد أعضاء جدد في صفوفها في مناطق القفقاس الواقعة جنوبروسيا. من جهة أخرى أعلنت أمس وزارة الدفاع الروسية تعيين قائد القوات البرية الفريق أول أليكسي ماسلوف مبعوثا رسميا لدى حلف شمال الأطلسي "الناتو" بدلا عن نائب الأدميرال فالنتين كوزنتسوف الذي يشغل هذا المنصب منذ العام 2002، وأوضح بيان رسمي صدر عن الوزارة أن هذا التعيين يأتي في إطار حرص موسكو والأهمية التي تعلقها على علاقاتها مع الدول الأعضاء في الحلف. يشار إلى أن تعيين ماسلوف يتزامن مع حالة توتر في العلاقات بين روسيا والناتو على خلفية مساعي الحلف للتوسع شرقا لضم جورجيا وأوكرانيا وهي الخطوة التي تعتبرها روسيا تهديدا مباشرا لأمنها الإقليمي. وكان رئيس الوزراء بوتين عين في جانفي الماضي -عندما كان لا يزال رئيسا للبلاد- القومي ديمتري ريغوزين سفيرا لروسيا لدى الناتو، علما بأن الأخير وقبل تعيينه في هذا المنصب طالب القيادة الروسية بالعمل على تطوير قدارتها العسكرية استعدادا لمواجهة حلف الأطلسي، وفي جوان الماضي اقترح الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إعادة النظر بفلسفة وآلية الحفاظ على الأمن في أوروبا لتوفير الاستقرار لجميع الدول دون الحاجة لانضمام دول جديدة إلى حلف الأطلسي. من جهة أخرى دعا أربعة مسؤولين في حركات معارضة في روسياالبيضاء -في بيان نشرته صحيفة بولندية - الرئيس ألكسندر لوكاشينكو للتفاوض على تسوية سياسية لإنقاذ بلدهم من "التبعية الكاملة" لروسيا، ودعا زعيم الحزب المدني الموحد أناتول لابيدزكا والمرشح السابق للرئاسة ألكسندر ميلينكيفيتش وزعيم الجبهة الوطنية في روسياالبيضاء فينتسوك فياتشوركا ورئيس روسياالبيضاء السابق ستانيسلاف شوشكيفيتش إلى عقد طاولة مستديرة مثل تلك التي أدت عام 1989 إلى تسوية بين النظام الشيوعي والمعارضة في بولندا. واقترح المعارضون أن يقوم الزعيم التاريخي لحركة تضامن البولندية المعارضة للشيوعية ليش فاليسا بوساطة في هذا الإطار محذرين من أن ارتفاع أسعار الغاز سيعني نهاية روسياالبيضاء ووقوعها تحت التبعية الكاملة لموسكو، ورأى الرئيس السابق شوشكيفيتش أن الأمر يحتاج إلى تسوية ما، معتبرا أن أي تغيير يستدعي أولا أن "يضمن الرئيس لوكاشينكو إجراء انتخابات حرة". ويفترض أن تجرى انتخابات تشريعية في روسياالبيضاء نهاية سبتمبر/أيلول المقبل وسط قوانين صارمة فرضتها الحكومة مسبقا على أنشطة الأحزاب السياسية، في الوقت الذي لا يزال الرئيس لوكاشينكو يواجه انتقادات من الغرب بسبب انتهاكاته لحقوق الإنسان وملاحقة كوادر ونشطاء المعارضة. واف/رويترز