وسط الفوضى وانعدام الاستقرار الأمني في الصومال، تنشأ مليشيات مسلحة وتذوي، لتحل محلها مليشيات أخرى، وفي الوقت الحالي، تهيمن مليشيات حركة الشباب المجاهدين على الساحة، وتهيمن بالإضافة إلى الحزب الإسلامي على جزء لا بأس به من وسط وجنوب الصومال، وقطاع واسع من العاصمة مقديشو· وبعد سنوات من محاولات النأي بنفسها عن تنظيم القاعدة، عادت لترتبط بالتنظيم، بل وتقول الحكومة الصومالية الانتقالية إنه منذ ارتباطها بالقاعدة، بدأ تدفق ''المقاتلين الأجانب'' على الصومال للقتال إلى جانب الشباب· وقال الرئيس الصومالي، شيخ شريف أحمد: ''بالنظر إلى القتال في أفغانستان وباكستان واليمن، يسعى البعض إلى البحث عن ملاذ وملجأ للاختباء به، وتشكل الصومال ملاذا جيداً لمثل هؤلاء''. وشريف أحمد ليس غريباً عن حركة الشباب، فهو كان قيادياً في اتحاد المحاكم الإسلامية التي هيمنت على الصومال لبعض الوقت، بالتعاون مع ''الشباب''، قبل أن تطيح به القوات الإثيوبية في العام ,2006 والتي بقيت في الصومال لغاية العام ,2009 ثم انسحبت لتحل محلها قوات سلام تابعة للاتحاد الإفريقي· وقال شريف أحمد: ''لقد كنا نقدر عدد المقاتلين الأجانب بما يتراوح بين 800 و1200 مقاتل، غير أن هذا الرقم يبدو أنه يزداد بصورة تدريجية''. وتبدو قدرة الشباب المجاهدين على الوصول إلى الشباب وصغار السن جيدة، وتحديداً من خلال شبكة الإنترنت، بحيث تشجعهم على القدوم إلى الصومال للمشاركة في ''الجهاد''، وتمكنت من استدراج عدد من الصوماليين المقيمين في الولاياتالمتحدة، حيث تم اعتقال 8 صوماليين لالتحاقهم بمعسكرات تدريب خاصة بالشباب، كما تم اعتقال إثنين آخرين في أستراليا زعم أنهما كانا يحضران لشن ''هجوم إرهابي'' ضد منشأة عسكرية· وذكرت الحكومة الصومالية مراراً أن مئات المقاتلين الأجانب انضموا إلى المسلحين في الصومال، وأنهم قدموا من دول في جنوب آسيا، ومنطقة الخليج، ودول غربية مثل الولاياتالمتحدة وبريطانيا· وفي وقت لاحق، أعرب الحزب الإسلامي الصومالي، المناوئ للحكومة، عن استعداده لاستقبال زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، في الصومال·جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده المسؤول في الحزب الإسلامي بالعاصمة الصومالية، معلم فارح، وفقاً لموقع ''الصومال اليوم''· وقالت إذاعة شبيللي الصومالية المحلية، إن قيادة الحزب الإسلامي في منطقة بنادير ستوجه الدعوة لأسامة بن لادن للقدوم إلى الصومال، إذا أمكنه ذلك·وحذر حاكم بنادير من الحزب الإسلامي، حاشي محمد، خلال لقاء بوسائل الإعلام في مركز شرطة بمقاطعة هودن، من إطلاق صفة ''الأجانب'' على المقاتلين غير الصوماليين الذين يقاتلون في صفوف الحزب، طالباً وصفهم ب ''المهاجرين'' الذي يقدمون المساعدة للصومال· ووصف المسؤول بالحزب الإسلامي قوات حفظ السلام الإفريقي في الصومال بأنهم ''أجانب'' بالنسبة لهم في الحزب، ورحب بالمقابل بأي مقاتل يرغب بالانضمام للقتال في البلاد· يذكر أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تضع حركة الشباب المجاهدين الصومالية على قائمة المنظمات التي تدعم الإرهاب·