قال، الإعلامي والكاتب سعد بوعقبة، خلال استضافته أول أمس بمكتبة الشباب، أن الصحافة الجزائرية دخلت العراك السياسي ساخة، وأصبحت طرفا في الصراع السياسي بدلا من أن تكون شاهدا عليه· وأشار إلى أن غياب المهنية في الصحافة الجزائرية مما أبعدها عن منصب السلطة الرابعة· أكد، سعد بوعقبة، في المحاضرة التي نشطها أول أمس بمكتبة الشباب بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير، أن الوعي الصحفي سبق الوعي السياسي كثيرا، وأن معظم الصحف الناجحة حاليا ينحدر مدراءها من الصحف الوطنية التي كانت في عهد حكومة حمروش· وأضاف، المتحدث، بأنه على الحكومة ألا تتخوف من فتح مجال السمعي البصري كما كان الحال سابقا بالنسبة للصحافة المكتوبة، وقال عن هذه الأخيرة بأنها متطورة أكثر من الإعلام السمعي البصري في الجزائر· وشدد على ضرورة تحلي الصحافة الوطنية بالمهنية التي أرجع أسباب غيابها إلى ضعف تكوين الصحفيين بسبب إهمال الدولة لهذا الجانب وضعف تكوين الصحف لصحفييها، خصوصا فيما يتعلق بالمراسلين الصحفيين، مضيفا بأن نقص المهنية جعل الصحف تسرق من بعضها، في ظل غياب أجهزة للتحكم في تدفق المعلومات· وقال أن ال 80 مليار التي تقدمها الدولة حاليا كمساعدة للصحافة من المفترض أن توجه لتكوين الصحفيين· وأشار إلى أن الصحافة المعربة أكثر ارتكابا للأخطاء من الصحابة المكتوبة بالفرنسية، كما أكد بأن هناك خطر يهدد حرية التعبير بسبب تمويلشركات أجنبية لبعض الجرائد بالإشهار مما يحد من حريتها· وأشار، ضيف فوزية لارادي بمكتبة الشباب، إلى أن الصحافة الجزائرية تواجه، إلى جانب المشاكل المذكورة، عوائق أخرى على غرار عامل الطباعة حيث قال ''بالرغم من التطور التكنولوجي إلا أن الصحف الجزائرية متخلفة من حيث الطباعة، فهي تصدر بنفس الصفحة الأولى ونفس العناوين''، وأرجع غياب التنوع فيها إلى هيمنة الدولة وعدم قدرة الصخف على تحسين طباعتها· وأكد، بوعقبة، أن أخطر مشكل تواجهه الصحافة الجزائرية حاليا هو تنصيب نفسها بديلا سياسيا للصراعات السياسية التي تدور في البلاد، مشيرا إلى التعبئة السياسية عن طريق الصحافة التي أصبحت ساحة للصراع السياسي، وقال أنه من الضروري أن تكون الصحافة شاهدة على الصراعات السياسية لا طرفا في النزاع، مشيرا إلى التظليلات التي حدثت خلال انتخابات .2004كما تطرق صاحب عمود ''نقطة نظام'' إلى مشكل التطور التكنولوجي الذي جعل الصحافة الورقية تواجه خطر الاختفاء بسبب ضعف التوزيع والأنترنيت· وعبر من جانب آخر، عن عجز الصحافة الجزائرية على تكوين إتحاد صحفي قوي يحفظ الحقوق ويحافظ على المهنية، مشيرا إلى أن ''حرية الصحافة تقاس بحجم ما يقال وبحجم تأثير ما يقال، والحرية من نقائص المجتمع أيضا، وأن الصحافة الجزائرية لم تصل بعد لتكون حقا سلطة رابعة''·وفي حديثه عن الصحافة العربية، قال أن مصر متخلفة إعلاميا، وربما أكثر من الجزائر، وذلك بسبب انغلاقها على نفسها، فالمصريون لا يشاهدون غير قنواتهم وأفلامهم، ولا يقرأون غير جرائدهم، مضيفا أن ''الجزائر أكثر تفتحا لأسباب تاريخية بحتة''·