يواجه طلبة جامعة مولود معمري بولاية تيزي وزو مشاكل حادة وبالجملة في إنجاز البحوث العلمية ومذكرات التخرج بسبب تردي أوضاع معظم المكتبات المتواجدة على مستوى الكليات والأحياء الجامعية بالولاية، وهذا بسبب نقص المراجع فيها، إضافة إلى رداءة الخدمات المقدمة، خصوصا وأن تيزي وزو تشهد غيابا فادحا للمكتبات خارج الحرم الجامعي ما جعل معظم الطلبة يتأخرون في إنجاز بحوثهم العلمية ومذكرات تخرجهم، وآخرون يضطرون للانتقال إلى العاصمة· تشهد معظم المكتبات المتواجدة بكليات جامعة مولود معمري ترديا تاما للخدمات نتيجة الوضعية الكارثية التي آلت إليها بسبب افتقارها للكتب والمراجع والوثائق العلمية اللائقة التي من شأنها أن يستخدمها الطلبة في بحوثهم العلمية وفي إنجاز مذكرات التخرج أو رسائل الماجستير· وحسب شهادات العديد من الطلبة الذين تحدثت إليهم ''الجزائر نيوز''، فإن معظم المكتبات بجامعة مولود معمري تعاني نقائصا بالجملة ماديا وبشريا، وأكدوا أن هذا الأمر تعيشه كل من مكتبات مختلف الأقسام، مكتبات الكليات وحتى مكتبات الأحياء الجامعية· وكان أول مشكل طرحه علينا هؤلاء الطلبة هو النقص الفادح للكتب والمراجع والوثائق العلمية في هذه المكتبات· وحسبهم، ففي الكثير من الأحيان لا يجدون المراجع التي يبحثون عنها بالرغم من ورود عناوينها في الفهارس· وأضاف الطلبة أن معظم المراجع التي تتوفر عليها هذه المكبات قديمة وغير لائقة لاسيما مع فتح مواد جديدة في العديد من الأقسام· ويشتكي كذلك الطلبة من الفوضى العارمة التي تشهدها هذه المكتبات بسبب الإهمال واللامبالاة مثلما تعيشه مكتبة كلية العلوم والتكنولوجية بباسطوس والتي تعرف طوابير طويلة ومملة لا تنتهي طوال اليوم، حيث يواجه الطلبة صعوبات حادة في استخراج المراجع، هذا الأمر يواجهه كذلك طلبة كلية الحقوق ببوخالفة الذين يضطرون إلى الوقوف في طوابير خارج المكتبة من أجل استخراج المراجع، وهذا نظرا لضيقها وطلبها من قبل عدد هائل من الطلبة· أما وضعية مكتبات مختلف أقسام الجامعة المركزية بحسناوة، فحدث ولا حرج، فهي الأكثر من تعاني مشاكل بالجملة، والتي تصل إلى حد استحالة إنجاز البحث أو مذكرات التخرج، وقد صرح الطلبة أن عملية استخراج المراجع منها يتطلب وقتا طويلا وأحيانا يتطلب الأمر عدة أيام· وفي نفس السياق يشتكي طلبة اللغة والأدب الأمازيغي من انعدام المراجع اللازمة في مكتبة قسمهم، وهو المشكل الذي يعاني منه كل من طلبة اللغة الإنجليزية، قسم الترجمة وقسم علم النفس· وإلى جانب ذلك، فقد أجمع الطلبة في شهاداتهم أن وضعية المكتبات المتواجدة بالأحياء الجامعية بتيزي وزو تعرف إهمالا كبيرا، فإضافة إلى ضيقها وقلة الكراسي والطاولات فيها وعدم كفاءة بعض موظفيها، فهي -حسب الطلبة- تشهد نقصا فادحا للمراجع كما ونوعا، وانعدام المراجع الجديدة في العديد منها، وأشاروا كذلك إلى رداءة الخدمات المقدمة على مستوى هذه المكتبات وحدوث تجاوزات فيها· ونتيجة للحالة المزرية التي تعيشها مكتبات جامعة مولود معمري بما فيها المتواجدة في الكليات والأقسام والأحياء الجامعية، اعترف الطلبة أنهم يواجهون مشاكل حادة في إنجاز البحوث العلمية ومذكرات التخرج· وفي هذا الصدد، لم يخف العديد من الطلبة المقبلين على التخرج أنهم يتأخرون رغما عنهم في إنجاز مذكرات التخرج· وتجنبا لهذا التأخر، أكد البعض منهم أنهم يتنقلون إلى مكتبات الجزائر العاصمة بصفة متكررة بهدف إتمام مذكراتهم في وقتها المحدد، وهو ما يكلفهم -حسبهم- إنفاق أموال معتبرة وتضييع كبير للوقت· أما الطلبة الذين لا يملكون الإمكانيات للانتقال إلى العاصمة، صرحوا أنهم يعتمدون في عملية إنجاز المذكرات على عملية النقل الكلي من البحوث السابقة وكذا على الإنترنت· وجراء تفاقم معاناة طلبة جامعة مولود معمري في إنجاز البحوث العلمية وكذا التأخر في إنهاء مذكرات التخرج، فهم يناشدون وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتدخل لتدعيم المكتبات بتيزي وزو من كتب جديدة كما ونوعا·