ويطالبون بتطبيق سريع لحل الدولتين وبضرورة ممارسة ضغط أوروبي لتحقيق ذلك شهد البرلمان الأوروبي أكبر تجمع ليهود أوروبا جاءوا من فرنسا، ألمانيا، هولندا ومدن أوروبية أخرى ليكونوا شاهدين ومشاركين في ميلاد حركة ''الجي كول'' على وزن ''الجي استريت'' التي تأسست في الولاياتالمتحدةالأمريكية لتساند مواقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الشرق الأوسط، وتقلل من نفوذ 'الأي باك' أقوى لوبي يهودي في الولاياتالمتحدةالأمريكية يساند السياسات الإسرائيلية دون تحفظ· تداول على منصة لقاء ميلاد ''الجي كول '' عدد هام من الشخصيات اليهودية الأوروبية كدفيد سوسكين، رئيس المركز اللائكي اليهودي في بلجيكا، والدكتور بروتشي الذي ينتمي إلى الحزب الليبرالي البلجيكي المعروف عالميا في تخصص جراحة الأعصاب، وكذلك النائب البرلماني الأوروبي المعروف من حزب الخضر دانييل كوهين بن ديت إلى جانب الفيلسوف الفرنسي والجزائري الأصل برنار هنري ليفي إبن مدينة بني صاف غرب الجزائر· المتدخلون عبروا عن رفضهم لممارسة الإرهاب الفكري من طرف تيارات سياسية إسرائيلية مثل حزب الليكود يعتبرون أن حركتهم مفتوحة لكل التيارات السياسية الموجودة على الساحة، ولكل من يؤمن بأن مصير بقاء إسرائيل مرتبط بحل الدولتين ولا يوجد حل آخر يؤمّن لدولة إسرائيل البقاء على الحياة· النقاش الذي دار في قاعة البرلمان الأوروبي في شقه اليهودي يهدف إلى انتزاع حقوق اليهود الأوروبي في المشاركة السياسية بإسرائيل التي لا تريد سماع أصواتهم، بل تأخذ منهم الأموال والدعم السياسي فقط، لأن الاعتقاد السائد في الإيديولوجية الصهيونية يعطي الحق فقط ليهود إسرائيل التحدث والانتقاد والمشاركة السياسية ولا يسمح لمن هو خارج إسرائيل إلا بالسكوت ودفع الأموال وتحقيق الدعم السياسي· ورغم هذا الموقف للإيديولوجية الصهيونية، فإن الفيلسوف برنار هنري ليفي يعتبر أن الصهيونية هي ''أجمل وأحسن فلسفة أنتجها الإنسان المعاصر''· أصحاب مبادرة ''الجي كول'' يعتبرونها وسيلة ليسترجع بها يهود أوروبا المبادرة السياسية وقول كلمتهم في الحاضر السياسي وما يجري من أحداث في منطقة الشرق الأوسط، ولم يقم أي من المتدخلين بالتخلي عن مساندة إسرائيل، بل اعتبرت المساندة كبوابة أساسية لإيصال صوتهم إلى أصحاب القرار في إسرائيل· قناعة ''الجي كول'' ومن يساندها من يهود أوروبا هو العمل للضغط على الأوروبيين وعلى الحكومة الإسرائيلية لحلحلة الوضع الشرق أوسطي لأن هناك خوفا حقيقيا من أن تتحول إسرائيل إلى دولة فاقدة للشرعية الدولية بعد كل ما حققته من إنجازات وأولها وأكبرها على حد تعبير المتدخلين وطنا لليهود· ونداء ''الجي كول'' يمكن قراءته في هذا الموقف ''أن الوطن اليهودي لا يمكن الحفاظ عليه بالحروب إلى ما لا نهاية، بل يجب إحلال السلام على أساس مبدأ الدولتين'' وتتجرأ ''الجي كول'' بطلب المستوطنين مغادرة الأراضي الفلسطينية التي أخذت سنة ,1967 دون حديث واضح عن وضع القدس ونعتهم من بعض المشاركين بأبشع النعوت والصور، معتبرين أن الإذعان لمطالبهم وضغوطهم على الحكومات الإسرائيلية بما فيها الحكومة الحالية أمر غير مقبول، ويهدد وجود إسرائيل التي لا تراها ''الجي كول'' إلا ضمن محيط يعترف بها ويتعامل معها· ورغم أن نداء ''الجي كول'' لم يحمل عبارات موجهة للفلسطينيين والعرب إلا أنه يمسهم مباشرة ويمس قضيتهم الأساسية فلسطين لأن بيان ''الجي كول'' يطرح تصورا وحلا لها، حلا يقول عنه كوهين بن دينت البرلماني الأوروبي زعيم تكتل الخضر والذي يزعم أيضا عدم مساندته لإسرائيل أنه يمر حتما عبر مراجعة شجاعة للحلم الإسرائيلي بمعنى دولة إسرائيل الكبرى، لتكون دولة ذات حدود واضحة تعيش مع جيرانها في سلام، وبمقابل ذلك على الفلسطينيين أن يغيروا نهائيا من حلمهم وألا يطالبوا بحق العودة· مهمة ''الجي كول'' المتخوفة من تطوير إيران قدرات نووية عسكرية تهدد بها أمن إسرائيل، أما التخوف الآخر هو احتمال تحول إسرائيل إذا استمرت في سياستها الحالية وممارساتها اللاإنسانية ضد الفلسطينيين بقتلهم وتجويعهم إلى كيان فاقد للشرعية الدولية تدفع ثمنه إسرائيل ويدفع ثمنه يهود العالم وطبعا يهود أوروبا الذين يعيشون التغييرات والتحولات التي تجري في الشارع الأوروبي ولدى القادة السياسيين الأوروبيين الذين أصبح موقفهم أكثر انتقادا للدولة العبرية، بالإضافة إلى تنامي الوعي وتطور طرق النضال ضد إسرائيل لدى الجالية العربية المسلمة في أوروبا· ''الجي كول'' تدرك حجم الضرر الذي ستتعرض له إسرائيل في أوروبا وفي العالم، ولا يمكن أن تفلت من الملاحقات والعقاب إلا إذا سمحت للفلسطينيين ببناء دولتهم فوق أراضي 1967 ودون تواجد المستوطنين فوق أراضي دولتهم علهم يقبلون بالتنازل عن حلم حق العودة· ويعتبر أعضاء ''الجي كول'' أن السباق مع الزمن أمر يجب الاعتراف به واليوم أحسن من الغد· أعضاء ''الجي كول'' يعتبرون أن الثمن باهظ، ولكن يجب أن يدفع من الجانيين واليوم قبل الغد لتعيش إسرائيل في أمن مع جيرانها وليكون للفلسطينيين دولتهم والتفرغ لمواجهة الخطر الإيراني· محاولة يهود أوروبا الدخول على خط السياسة الإسرائيلية جاءت، حسب العديد من المتدخلين، ومن بينهم ممثل يهود فرنسا، لتلبية نداء استغاثة تقدم به يهود الداخل من سكان مدينة اسديروت ومدن أخرى تريد التوصل إلى حل مع الفلسطينيين، فهل ستوفق ''الجي كول'' التي عبر كل أعضائها بأن مطالبهم نابعة أساسا من حبهم لإسرائيل وليس إلا، ودعمهم لها متواصل كما في السابق·