''لمسات إبداعية'' عنوان معرض للفن التشكيلي افتتح، مؤخرا، برواق محمد خدة للفنان عبد الكريم حمري· ويحتوي المعرض على أكثر من 30 لوحة تنوعت بين الطابع الكلاسيكي والسريالي، كما خصص الفنان حيزا لا بأس به للوحات المجسدة للبورتريه· حضر الافتتاح عدد كبير من المثقفين والفنانين، وكذا عشاق الفن التشكيلي، على وجه الخصوص الذين عبّروا عن سعادتهم للمسات الإبداعية التي تميز لوحات عبد الكريم حمري، الفنان العصامي، عن غيره من الفنانين التشكيليين الآخرين· وفي ذات المناسبة، ألقى فوزي بولحية المخرج السينمائي كلمة وكشف عن صدقه للمسات الإبداعية التي يحملها المعرض، موضحا إعجابه بالفكرة الكلاسيكية الحديثة التي تناولها الفنان في لوحاته، ويتجسد ذلك من خلال التزاوج الإبداعي الجميل بين القديم والحديث ليخلق بدوره لوحات متناسقة الأشكال والألوان· وفيما يخص اللوحات، فإنها جسدت أكثر من موضوع مما يدل أن الفنان حمري عبد الكريم ابن مجتمعه، حيث استلهم جل أفكاره من الواقع الذي يعيش فيه، مبرزا أهم المواضيع الحساسة والقضايا الكبرى التي تعالجها الإنسانية· أما بالنسبة لمعرض ''لمسات إبداعية''، فإن اللوحة الأولى بلا عنوان، فهي تجسد حي القصبة العتيق، أبرز الفنان من خلال لمساته البعد التاريخي والتقليدي الذي يحمله حي القصبة العتيق، حيث كشف في لوحته مدى الغبن والظلم الذي عايشه سكان الحي خلال الاستعمار، غير أنه في الوقت ذاته أبرز الفنان التحدي والحماس الذي يشتعل في نفوس أبناء الحي بهدف النضال والمقاومة بطرقها المختلفة لإخراج المستعمر من البلاد، فالفنان بألوانه القاتمة والفاتحة في آن واحد أبرز الدور البطولي والجهادي الذي كان يخص مجاهدي الحي· أما فيما يخص اللوحة الثانية، استمد فكرتها من الطبيعة الجزائرية الخلابة، حيث كشف من ذلك فصل الربيع بالجزائر، مبرزا بذلك أن البلاد كالجزائر تزخر بلوحات طبيعية متفاوتة الأفق· أما عن تقنية الألوان الزيتية التي فضّل الفنان أن تكون في معظم لوحاته، هدفه من ذلك إدخال المتعة والفرجة لكل من ينظر إلى لوحاته· أما بالنسبة للوحة الثالثة سافر بنا الفنان إلى بلدان إفريقية، حيث قدم لنا مظاهر الفقر والمعاناة التي تواجه سكان العالم الثالث، وجسد ذلك من خلال بورتري لامرة عجوز التي سلط عليها أضواء البؤس والمعاناة· ------------------------------------------------------------------------ ثلاثة أسئلة إلى: عبد الكريم هل يمكن أن تعطينا فكرة عن المعرض؟ بصراحة، المعرض الذي افتتح اليوم جاء صدفة، حيث تم دعوتي بشكل مفاجئ من المنظمين، وهو الأمر الذي دفعني إلى أن أحضر فقط اللوحات المتبقية من المعرض السابق الذي شاركته به سابقا بأحد الفنادق بالعاصمة، غير أن اللوحات التي شاركت بها في هذا المعرض المتواضع تحمل معانٍ كثيرة ذات بعد نظري عميق· وفيما يخص هدفي من خلال المعرض، هو الكشف عن الرسائل النبيلة والسامية التي يحملها الفنان تجاه الآخر· كما حاولت من خلال لوحاتي أن أبرز الطاقة الإبداعية والعصامية في نفس الوقت التي يتمتع بها الفنان الجزائري عن غيره من الفنانين العرب· ماهي أهم المعارض التي قمت بها؟ كثيرة جدا، لا يمكن أن تحصى بأصابع اليد، ومن بينها مشاركتي بمعرض جماعي في ديوان السياحة ومعرض جماعي أيضا بمتحف شرشال، إلى جانب معرض في قصر الثقافة ومعرض بالكثير من الفنادق بالعاصمة كسوفيتال، الأوراسي، إلى جانب مشاركتي في عدة تظاهرات ثقافية، كما تحصلت على عدة جوائز وشهادات شرفية· ما رأيك في الظاهرة التي انتشرت، مؤخرا، بين الأثرياء الجدد، وهي إقامة معارض بفيلاتهم والقصور الخاصة بهم؟ إنها من الظواهر الغريبة التي انتشرت بين أوساط الفنانين التشكيليين، حيث أخذ هؤلاء ينتظرون بفارغ الصبر تلقي دعوة من طرف ما أطلق عليهم اسم الأثرياء الجدد بهدف العرض بقصورهم الخاصة مقابل الحصول على مبالغ ضخمة، غير أنني ضد هذه الفكرة لأن الفنان يقدم إبداعه للجميع دون استثناء·