يتجدد الحديث عن مخاطر التسمم الغذائي مع عودة فصل الصيف من كل سنة، حيث ما تزال الجزائر تسجل ارتفاع نسبة التسمم الغذائي من سنة لأخرى· فقد كشفت تقارير رسمية أن عدد الحالات المسجلة سنويا ارتفع من حوالي 3000 حالة إلى 5000 حالة معلن عنها، في الوقت الذي تذهب فيه تصريحات الأطباء للتأكيد على أن هذا الرقم لا يعكس حقيقة خطورة الوضع على أرض الواقع، بالنظر للحالات التي لا يتم الإعلان عنها، وهو ما أكده عزالدين شنافة، من جمعية حماية المستهلك الجهوية بولاية سطيف، والذي كشف عن وصول حالات التسمم الغذائي لحوالي 20 ألف حالة سنويا بين حالات فردية وجماعية لا يتم الإعلان عنها لدى المصالح الصحية، على اعتبار أنه يتم التعامل معها من خلال حلول ترقيعية لا تتجاوز أخذ بعض الحبوب المهدئة· المثير أن دراسة أنجزتها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أشارت إلى أن حوالي 60% من حالات التسمم المسجلة سنويا في الجزائر تحدث خلال موسم الأعراس في الصيف، مع الإشارة إلى أن ذات الدراسة أشارت إلى أن تكلفة علاج حالة تسمم واحدة تقدر بحوالي 3000 دينار جزائري في اليوم الواحد· المثير أن الإحصائيات الرسمية للحالات المعلن عنها تكشف عن ارتفاع العدد الإجمالي من سنة لأخرى بدلا من التراجع، ما يكشف عن فشل حملات التوعوية· فقد ذكرت التقارير أن عدد الحالات عام 2008 بلغ أكثر من 3260 حالة، في حين أنها بلغت في السنة المنصرمة لحوالي 5000 حالة تسمم غذائي· وقد كشف ذات التقرير أن 50% من المواد الغذائية المتسببة في حالات التسمم ناتجة عن استهلاك الحلويات والمشروبات المرطبة، في حين يأتي استهلاك اللحوم والمواد الغذائية المصبرة في المرتبة الثانية من المواد الأكثر تسببا في التسمم الغذائي بنسبة 28%· والجدير بالذكر في هذا المقام، أن المتبقي من نسبة الإصابة بحالات التسمم الغذائي تكون في الوسط العائلي، إذ كثيرا ما تكون الإصابات الجماعية في المناسبات العائلية، حيث تشهد تجميع المواد الغذائية بكميات كبيرة من دون توفير الظروف اللازمة لحفظها· وقد ذكرت الدكتورة سعيدة حاج واعلي، طبيبة عامة، أن قائمة المواد الغذائية سريعة التلف طويلة، أخطرها تلك التي لا تخطر على بال المستهلك، مثلما هو الحال مع مادة البيض، التي عادة ما يغفل الكثيرون عن وضعها في البراد كلما زادت كمياتها، إذ يعتبر التعرّض لأشعة الشمس والحرارة المرتفعة السببين الرئيسيين في تعفن المواد الغذائية· بالرغم من تفاقم خطورة التهديد بالإصابة بحالات التسمم الغذائيى تستمر السلطات المعنية، وفي مقدمتها وزارة الصحة، تتجاهل الوضع، حيث الغياب التام لأي حملات تحسيسية من شأنها وضع حد لهذه الظاهرة التي باتت تشكل خطرا محدقا مع حلول موسم الصيف من كل سنة· ولعل الحديث عن حالات الوفيات المسجلة على إثر استهلاك بعض المواطنين لنوع سام من الفطريات يدخل في ذات إطار الحديث عن السمم الغذائي، ومع ذلك يستمر الصمت المطبق ·