إنتقدت روسيا كشف الولاياتالمتحدة وبولندا عن أولى بطاريات صواريخ باتريوت التي سيتم نشرها في بولندا· واعتبرت موسكو أن ذلك لا يساعد على الاستقرار في المنطقة، ولا ينسجم مع جو الثقة الذي بدأ يسود علاقاتها مع واشنطن· وقد كشفت الولاياتالمتحدة وبولندا المجاورة لروسيا عن أول دفعة من بطاريات صواريخ باتريوت التي ستنشرها في بولندا بموجب اتفاق وقعته وارسو وواشنطن عام 2008 خلال ولاية الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش· وعرض مسؤولون أمريكيون وبولنديون هذه البطاريات في قاعدة جوية بمدينة موراغ شمال البلاد، بعدما وصلت إليها يوم الأحد الماضي ومعها فرقة من أكثر من مائة جندي أمريكي جاؤوا من قاعدة أمريكية في ألمانيا لتدريب البولنديين على استخدام الصواريخ الجديدة· واعتبرت روسيا أن نشر هذه الصواريخ من شأنه أن يؤثر على علاقاتها مع بولندا، والتي سادها منذ سنوات جو من عدم الثقة· وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الدوما (البرلمان) الروسي قسطنطين كوساشيف إن هذا المشروع موروث عن الحالة السابقة للعلاقات الروسية البولندية· وأضاف في تصريحات صحفية ''الآن بعدما تغيرت هذه العلاقات فإن نشر هذه الصواريخ لا ينسجم مع الوضع الجديد''، وأكد أنه سيناقش هذا الملف مع رئيس بولندا بالوكالة برونيسلاف كومورفسكي يوم الجمعة، ومع برلمانيين بولنديين في اجتماع مشترك للجنتي الشؤون الخارجية في برلماني البلدين· كما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول في الخارجية الروسية - لم تكشف إسمه - قوله إن نشر هذه الصواريخ سيؤثر سلبا على جو الثقة الذي يبدو أنه بدأ بين روسياوالولاياتالمتحدة، وبين روسيا وحلف شمال الأطلسي الذي يضم بولندا في عضويته· وأضاف المسؤول الروسي أن هذا الفعل ''لا يتناسب مع المستوى الحالي للعلاقات بيننا وبين واشنطن ولا يعزز الاستقرار في هذه المنطقة''، وقال ''لقد أثرنا المسألة باستمرار مع الأمريكيين والبولنديين، لكنهم لم يقدموا لنا أجوبة مقنعة''· أما وكالة ''إنترفاكس'' الروسية فقد نقلت عن مسؤول في وزارة الخارجية الروسية - لم تكشف إسمه - قوله ''ليس مفهوما لماذا تم اختيار منطقة قريبة من الحدود الروسية لنشر هذه الصواريخ، وهي منطقة - حسب علمنا - ليس فيها بنية تحتية عسكرية''، في إشارة إلى مدينة موراغ التي لا تبعد عن الحدود الروسية سوى 60 كلم· وأشار المسؤول بالخارجية الروسية إلى أن هذا التحرك ''لن يساعد على تقوية الاستقرار والأمن في المنطقة، بل سيساهم في تقويض الثقة''· وتنفي بولندا أن تشكل هذه الصواريخ التي يبلغ مداها أكثر من 100 كلم، أي تهديد لروسيا أو غيرها من الدول، في حين تقول الولاياتالمتحدة إن هدفها اعتراض صواريخ طويلة المدى قد تنطلق من دول مثل إيران· وقال وزير الدفاع البولندي بوغدان كليش ''ننظر إلى نشر صواريخ باتريوت الأمريكية على أنه خطوة هامة ستعزز أمننا القومي وستطور التعاون الإستراتيجي مع الولاياتالمتحدة''، متمنيا أن تنشر واشنطن مزيدا من الجنود في بلاده مستقبلا· وأضاف، كليش، في حديث للصحفيين بعد جولة في القاعدة العسكرية التي قُدمت فيها بطاريات باتريوت الأمريكية ''لستم بحاجة إلى أن تكونوا متخصصين كي تفهموا أن هذه الصواريخ لا تشكل تهديدا لأي أحد من جيراننا، وسنكرر هذا كل يوم إذا كانت هناك حاجة لذلك''· أما سفير الولاياتالمتحدة في بولندا، لي فيانستاين، فقد أكد ما قاله وزير الدفاع البولندي، وقال أن صواريخ باتريوت سلاح دفاعي محض ولا يشكل أي خطر على أي بلد، مضيفا أنها ستُسلح بعدما يتدرب البولنديون على استعمالها·