أعلن مسؤول عسكري روسي أن بلاده أدخلت منظومة "إسكندر" المتطورة إلى منطقة ليننغراد العسكرية ردا على نشر الولاياتالمتحدة صواريخ باتريوت في بولندا، وذلك بعد أيام من فشل الحوار بين روسيا والناتو بخصوص إعادة استئناف المفاوضات بينهما. فقد نسبت وكالة الأنباء الألمانية إلى قائد القوات البرية الروسية الفريق ألكسندر بوستنيكوف قوله في تصريح إعلامي بأن صواريخ "إسكندر" دخلت حيز الخدمة الفعلية في منطقة ليننغراد العسكرية. وأوضح المسؤول الروسي أن هذا النوع المتطور من المنظومات الصاروخية -التي يبلغ مداها 280 كيلومترا ويمكن تزويدها برؤوس قتالية مختلفة- لا نظير لها في العالم ويمكن نقلها جوا، بينما أشار خبراء إلى أن نشر الصواريخ بمنطقة ليننغراد يأتي في سياق الرد العملي الروسي على قيام الولاياتالمتحدة بنشر صواريخ باتريوت في بولندا. يُذكر أن بولندا والولاياتالمتحدة وقعتا بداية جوان الماضي ملحقا للاتفاقية الثنائية الخاصة بالدفاع المضاد للصواريخ ينص على نصب بطاريات من صواريخ "باتريوت" الأميركية بأراضي بولندا على بعد 60 كيلومترا من حدودها مع روسيا. ويأتي هذا الإعلان بعد ثلاثة أيام فقط من ظهور خلاف واضح بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو) بشأن إعادة الحوار الأمني بينهما مما يدل على حالة عدم الثقة المستمرة بين الطرفين منذ الحرب الجورجية الروسية صيف عام 2008. فقد أكد دبلوماسي بمقر الناتو في بروكسل يوم الجمعة الماضي أن الدول الأعضاء بالحلف رفضوا اتفاقية جديدة اقترحتها موسكو لإعادة تشكيل وهيكلة المجلس الروسي الأطلسي المشترك، وهي الهيئة التي تم إنشاؤها عام 2002 كمنبر للمفاوضات الأمنية بين الطرفين. وأوضح الدبلوماسي بعد لقاء عقد الجمعة بالمجلس المذكور على مستوى المندوبين الدائمين، أن الحلف يفضل تطوير التعاون العسكري مع روسيا والانفتاح معها ولكن ليس إلى مستوى توقيع اتفاقية ملزمة ومحددة بهذا الشأن، مشيرا إلى أنه يريد للحوار مع روسيا أن يستمر على قاعدة المبادئ الأساسية التي قام عليها الحلف. يُشار إلى أن الطرفين سبق واتفقا العام الماضي على إحياء المجلس الروسي الأطلسي المشترك الذي جمد فعليا بقرار من الناتو ردا على ما وصف بالاعتداء الروسي على جورجيا صيف عام 2008. لكن الاتفاق لإحياء المجلس بقي أسير الشكوك وعدم الثقة المتبادلة مع إصرار الناتو على إبقاء روسيا بعيدة عن شؤونه الداخلية، وحصر التعامل معها داخل مؤسسات أخرى مثل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. من جانبها، أعربت روسيا مرارا عن احتجاجها على مساعي الحلف للتوسع شرقا، وضم دول جديدة كانت في إطار الاتحاد السوفيتي السابق مثل أوكرانيا وجورجيا. وقد عبرت موسكو عن ذلك في بند واضح بالاتفاقية التي اقترحتها لإعادة تشكيل المجلس الروسي الأطلسي، لكنها قوبلت برفض جميع أعضاء الحلف دون استثناء.