عرف جمهور المسرح الوطني وتحديدا بقاعة الحاج عمر، وبخلاف الأيام الثلاثة الماضية أمسية شعرية رفعت إلى روح الشاعر جمال عمراني، وهي برنامج إستحدث في الطبعة الرابعة من المهرجان بعنوان ''الشعر في ضيافة المسرح'' قدمها الصحفي والقاص علاوة حاجي نيابة عن عبد الرزاق بوكبة المتواجد بقطر· تمتع الجمهور الحاضر في الأمسية بمجموعة من القصائد والنصوص النثرية من إبداع مجموعة من الشعراء نزلوا ضيوفا على المسرح الجزائري أول أمس الخميس وهم كل من رمزي نايلي، سميرة نقروش وعبد الله الهامل· رمزي نايلي الطالب في معهد الفنون الدرامية تخصص سينما، فضل أن يسمي نفسه عاشقا بدلا من شاعر، وقد أثبت ذلك في القصائد الثلاثة التي قدمها من مجموعته الشعرية ''تبعثر'' والتي عنون أولها ''سور من صلاتي'' تحدث فيها كثيرا عن مشقات العشق الأول، هذا العشق الذي وبعد أن يتغلغل في دواخل يصبح عادة يومية لا يمكن التفريط فيها مثلها مثل الصلاة، فيما كشفت قصيدة ''غد'' عن موهبة شعرية جميلة تبحث عن طريق سليم تتبعه للوصول إلى بر النجاح، رفع الشاعر عبد الله الهامل، من جهته، تلك الأمسية إلى روح جمال عمراني الذي سميت على إسمه الأمسية ·· هذا الشاعر الذي سبق أن ترجمت له مجموعته الشعرية ''صيف ايهابك'' والذي قرأ بعد ذلك مجموعة من المختارات الشعرية من ديوانيه الأخيرين ''صباحات طارئة'' و''كتاب الشفاعة'' مثل قصيدة ''نشيد نرسيس والراقص''، ''لوركا محبة له شخصية من الزمن الغرناطي'' و''طفل قمري''، بالإضافة إلى ''قصيدة الشفاعة''· من جانب آخر، إختارت الشاعرة سميرة نقروش أن تبدأ قراءتها الشعرية بقصيدة لجمال عمراني الذي قالت عنه أنه قلما تسمعه يقرأ لنفسه، هذا الشيء الذي يمكن أن يكون وراء جهل الكثير لشعر جمال عمراني حيث قرأت بعض القصائد من ديوان ''الليلة بالداخل'' الصادر سنة ,2003 لكن سميرة لم ترتكب نفس خطأ عمراني بل تلت على الحضور بعدها مجموعة من أشعارها الخاصة باللغة الفرنسية مثل ''ذاكرة أب''، ''يسكن أعماق وحدتها'' و''بين خطوط ومخطوطات''، بالإضافة إلى بعض النصوص النثرية كتبتها عن مبنى المسرح الوطني الجزائري وما جاوره· للتذكير، فقد غاب عن الأمسية الأولى كل من الشاعر يوسف مراحي والشاعرة زهيرة ياحي اللذان كانا مقررين في الجلسة·