إرتفع عدد ضحايا الهجومين المسلحين على معبدي الطائفة القاديانية في مدينة لاهور شرقي باكستان الجمعة إلى 80 قتيلا و108 مصابين، وتبنت مجموعتان إحداهما تنسب نفسها لتنظيم القاعدة والأخرى لطالبان الهجومين· وكان مسلحون قد هاجموا معبدين تابعين للطائفة القاديانية الأحمدية في منطقتي ''موديل تاون'' و''غاري شاهو'' في مدينة لاهور، واحتجزوا المئات هناك عقب صلاة الجمعة· اندفع المسلحون وسط الجموع المحتشدة في المعبدين حيث فتحوا نيران أسلحتهم مصطحبين عددا آخر كرهائن في تلك المدينة التي يعد سكانها ثمانية ملايين شخص· ونقل عن كبير المسؤولين الإداريين في لاهور، سجاد بهتا، قوله أن حوالي 80 شخصا قتلوا في الهجومين، وقال المتحدث باسم حزب الأحمدية، منور شهيد، أن رئيس الحزب، منير أحمد، كان من بين القتلى· أما رئيس فرق الإنقاذ الدكتور رضوان ناصر، فقال أن 108 مصابين نقلوا للمستشفى، بينما تواصل قوات الشرطة عمليات البحث· وفتح المسلحون النار بعد وقت قصير من انتهاء صلاة الجمعة، وألقوا قنابل يدوية على المعبدين الكائنين في منطقتين سكنيتين في العاصمة الثقافية لباكستان· وقالت وسائل الإعلام المحلية أن رجال الأمن وفرق الكوماندوس هرعوا إلى الموقعين، وجرى تبادل إطلاق النار مع المهاجمين إستمر أربع ساعات وتمكنوا من القضاء على المهاجمين الذين قدر عددهم بسبعة أشخاص بينهم ثلاثة انتحاريين·وفي منطقة ''موديل تاون'' حيث وقع الهجوم الثاني قالت الشرطة أنها ألقت القبض على أحد المسلحين وقتلت مسلحا آخر، بينما فر آخرون وأطلق مسلح النار على سيارة بث تلفزيوني قبل أن يتم تأمين المنطقة· وقال القائد في الشرطة، رانا أياز، أن المهاجمين دخلوا من خلف المعبد، وبدأوا إطلاق النار، مضيفا أنهم كانوا مسلحين بأسلحة يدوية وبأحزمة ناسفة وأسلحة أخرى، وأن أحدهم فجر نفسه في حين تم إلقاء القبض على إثنين أحدهما مراهق· ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجومين فور وقوعهما لكن الشكوك تحوم حول حركة طالبان الباكستانية· وأشارت شبكة ''أري نيوز'' الباكستانية إلى أن مجموعة غير معروفة في السابق تطلق على نفسها إسم ''القاعدة الجهاد جناح البنجاب'' تبنت مسؤولية الهجوم، في حين كانت وسائل إعلام أخرى قد أشارت إلى تبني حركة ''تحريك طالبان'' في البنجاب مسؤولية الهجوم· يذكر أن الطائفة القاديانية ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر إبان الاستعمار البريطاني لشبه القارة الهندية على يد، ميرزا غلام أحمد القادياني، الذي ينحدر من بلدة ''قاديان'' في إقليم البنجاب بالهند· وادعى، ميرزا، أنه نبي، وأنه أيضا المهدي المنتظر، كما يدعي أتباع الطائفة أنهم ''مسلمون''، لكنهم يؤمنون بأن آخر الأنبياء هو غلام أحمد قاديان· وفي السبعينيات من القرن الماضي، إعتبرت الحكومة الباكستانية الأحمدية أقلية غير مسلمة، ومنعت أتباعها بموجب القانون من إطلاق صفة مسلمين على أنفسهم· ويقول الأحمديون أنهم عرضة لتمييز طائفي في باكستان، وقال المتحدث باسم الطائفة في الولاياتالمتحدة، وسيم سيد، أن عدد أفراد الطائفة في باكستان يبلغ أربعة ملايين نسمة من إجمالي عدد سكان البلاد البالغ 180 مليون نسمة· وأضاف ''نحن أناس مسالمون، ونراقب الوضع ونأمل وندعو أن تتمكن السلطات من اتخاذ الخطوات الضرورية لإعادة الأمور إلى طبيعتها''· يذكر أن هجومي الجمعة نادران من نوعهما رغم كثرة أعمال العنف في باكستان، حيث يتركز العنف الطائفي هناك بين غلاة السنة والشيعة، لكن جماعة حقوقية باكستانية قالت أن الطائفة القاديانية تلقت تهديدات منذ عام·