''الهشيم'' أو ما تبقى من الانسان بعد أن جرفت الرقمنة كل ما في طريقها في زمن لا حديث له عن القيم الانسانية التي ذهبت وعوضت بصفر وواحد، وهو عنوان المسرحية التي عرضت أول أمس بقاعة الحاج عمر ضمن العروض خارج المنافسة في المهرجان الوطني للمسرح المحترف· عرضت، أول أمس، بقاعة الحاج عمر بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي، ضمن العروض خارج المنافسة في المهرجان الوطني الخامس للمسرح المحترف، مسرحية ''الهشيم'' لتعاونية ''الأحرار'' من تبسة، ومن إخراج قويدر نور الدين. يحكي نص المسرحية، الذي كتبه العراقي عبد الأمير شمخي، كيف أن مجموعة من المساجين تحولوا إلى محاسبة سجانيهم عن المعاملة السيئة التي تلقوها في السجن، وقد أدى أدوار المساجين كل من براح نوارة وقحايزية محمد منصف وزريق علي وبووشمة عابل، الذين جسدوا صورة الانسان المسجون في زنزانة رقمية فامتزجت ألوان أجسادهم بالأبيض والأسود بعد أن ولدوا باللون الأبيض الذي يجسد الخير والبراءة والصفاء. وفي محاولات كثيرة، يحاول سجين الرقمنة الخروج من سجنه دون جدوى، فلم يعد في زمن العولمة وجود لقيم إنسانية إلا بقايا ''الهشيم'' وما تركه حصاد الحياة الرقمية، في تجسيد لفكرة فلسفية تبرز تأثير الرقمية على الانسان الذي فقد أحاسيسه، فأصبح في عالم من الأرقام وفي محاولات فاشلة للعودة إلى إنسانيته.وقد تميز العرض بعروض كوريغرافية قدمها الممثلون للتعبير عن معاناة الانسان في القرن الواحد والعشرين، بعدما ترك احاسيسه وانسانيته في القرون السابقة، واستبدلها في العصر الحالي بأرقام وآلات وحواسب أبعدته عن قيمه الانسانية والأخلاقية التي خلقت معه. للإشارة، فقد ساعد في إخراج مسرحية ''الهشيم'' بووشمة عابل، تحت إشراف عام لعلاوة حسن مسؤول تعاونية ''الأحرار''، أما السينوغرافيا فكانت لمراد بوشهد، والإضاءة لحليمي سمير والصوت لحفالي لطفي. 3 أسئلة إلى: علاوة حسن (المشرف على تعاونية ''الأحرار'' تبسة) لقد اعتمدتم على لونين أساسيين في المسرحية الأبيض والأسود، لماذا؟ لقد اخترنا في المسرحية ديكورا وسينوغرافيا بسيطة لأن ذلك يتلاءم مع موضوع المسرحية، والتركيز على اللونين الأبيض والأسود نظرا لرمزيتهما للخير والشر، حيث أصبح الانسان في المسرحية يبحث عن صفاته الانسانية التي اختفت في زمن العولمة، وهذه تجرية جديدة في الجزائر من المدرسة السوداءالألمانية التي تعتمد على هذين اللونين فقط. تردد في المسرحية ذكر الرقمين صفر وواحد، ما رمزيتهما في المسرحية؟ الرقمان صفر وواحد يرمزان إلى القاعدة الأمبيرية، فهما الرقمان الأساسيان اللذان تبنى عليهما البرمجة الإلكترونية والرقمنة، والهدف من استعمالهما في العرض هو إبراز تأثير الرقمنة على الانسان الذي أصبح من كثرة اهتمامه بهذا العالم المعقد بعيدا عن إنسانيته. هل من عمل مسرحي جديد تحضر له التعاونية؟ نحن حاليا نحضر لعمل مسرحي جديد يحمل عنوان ''التاتة'' وهو عبارة عن كوميديا تبرز كيف تخلق الديكتاتورية من الوسخ والفساد، وسأقوم بإخراج هذا العمل على الركح، وهو رابع عمل للتعاونية بعد مسرحية ''الخردة'' التي توجت بالجائزة الأولى العام الماضي إلى جانب ''الجحيم'' و''الهشيم''.