أكد الفنان سيد احمد أقومي رئيس لجنة تحكيم المهرجان الوطني للمسرح المحترف، أنّ الكثير من الأعمال لم ترق إلى مستوى المنافسة ولم تكن تستحق حتى الوقوف على خشبة المسرح الوطني الجزائري، وذلك بسبب غياب العناصر الضرورية لأيّ عمل مسرحي، مقابل أعمال قليلة عبّرت عن نضج فني واضح. سيد أحمد أقومي أشار - خلال إعلانه أوّل أمس من على خشبة "محي الدين بشطارزي" أسماء الفائزين بجوائز طبعة 2008 للمهرجان الوطني للمسرح المحترف في ليلته الأخيرة - أنّ العمل المسرحي التزام صعب لا يجب استسهاله وأنّ على العاملين في هذا الحقل احترام الجمهور الجزائري والعمل على مستوى ذكائه، لان هذا الجمهور - يقول أقومي- ذكي ويتفطّن بسرعة لما هو جيّد وما هو دون ذلك لأنّ "جمهور مسرحي بامتياز". وفي سياق متصل، نوّه رئيس لجنة التحكيم بالمجهودات الأدبية والفنية التي أبانت عنها بعض الفرق المشاركة. موضّحا أنّ عددا من العروض فرضت نفسها من أوّل وهلة من خلال النوعية والرؤية الإخراجية والأداء والإضاءة.. وأخرى أقصت نفسها سريعا بسبب عدم رقيها إلى الشّرط الاحترافي، سواء على مستوى الاختيارات الجمالية والتقنية، أو على مستوى الاختيارات الموضوعاتية، مما كشف - يقول الفنان - عن وجود مشكل حقيقي في مستوى النص وإدارة الممثلين والرؤية الإخراجية، وهو ما أدّى - يقول المتحدث - إلى حجب جائزة "أحسن نص". ولم يغفل الفنان المعروف، الإشادة بالأعمال المسرحية الجزائرية التي عرضت خلال المهرجان خارج المسابقة الرسمية.. مؤكّدا أنّها عبّرت عن قدرات مكنونة. داعيا بالمقابل إلى ضرورة أن يتواصل العمل الفني الجاد ليطوّر نفسه، ليكون في مستوى الرصيد المسرحي الجزائري ومستوى ذكاء الجمهور الجزائري. ومن جهته، كشف محافظ المهرجان الوطني للمسرح المحترف والمدير العام للمسرح الوطني الجزائري، امحمد بن قطاف، أنّ طبعة 2009 للمهرجان ستنظّم تحت شعار"القدس". مشيرا إلى أنّ كلّ الأعمال التي ستقدّم في إطارها ستتناول القضية الفلسطينية وذلك احتفاء ب"القدس عاصمة الثقافة العربية 2009 " . أمّا عن نتائج طبعة 2008 للمهرجان التي أسدل الستار عن فعالياتها نهاية الأسبوع الماضي، فقد ظفرت فيها مسرحية "فالصو" للمسرح الجهوي لسيدي بلعباس باستحقاق، بجائزة أحسن عرض متكامل، في حين أعطيت جائزة أحسن إخراج لحيدر بن حسين عن مسرحية "هيروسترات" للمسرح الوطني الجزائري، كذلك عادت جائزة أحسن أداء رجالي لمحمد العيد قابوش وأحسن أداء نسائي لسامية مزيان وأحسن دور رجالي واعد لمصطفى صفراني عن أدائهم في نفس المسرحية.. في حين منح أحسن دور نسائي واعد لنوال مسوس لدورها في مسرحية "القطار الأخير" للمسرح الجهوي لوهران، التي حازت أيضا جائزة أحسن سينوغرافيا وعادت ليحيى بن عمار،.. أمّا مسرحية "التقرير" للمسرح الجهوي لبجاية فقد حصلت على جائزتي أحسن دور رجالي ونسائي ثان، وعادت لكلّ من حاج مسعود محمد وياسمين عبد المؤمن.. أمّا جائزة أحسن إبداع موسيقي، فقد فاز بها سليم سوهالي عن عمله في مسرحية "الحوات والقصر"، وظفر عمر فطموش مدير المسرح الجهوي لبجاية، بجائزة لجنة التحكيم عن اقتباسه عملي "الحوات والقصر" و"التقرير"، في حين حجبت جائزة أحسن نص. ومن ثمّ فقد تقاسم المسرح الوطني الجزائر والمسرح الجهوي لبجاية أهمّ جوائز المهرجان، في حين غيّبت بعض الأعمال التي أبلت بلاء حسنا على الخشبة، لاسيما مسرحية "فوضى الأبواب" للمسرح الجهوي لباتنة و"الحوات والقصر"للمسرح الجهوي لقسنطينة، وهو ما أحدث حالة عدم رضا بين المتنافسين، والجمهور الذي حضر حفل الاختتام الذي أحيته الاركسترا السمفونية الوطنية بحضور وزيرة الثقافة خليدة تومي.