اثبتت العروض المقدمة من طرف الفرق المسرحية الجزائرية خلال فعاليات المهرجان الوطني للمسرح المحترف المنعقد بالجزائر ظهور طاقات شبانية لفنانين يعشقون خشبة المسرح حتى الثمالة بل أنهم وبإمكانيات بسيطة استطاعوا جلب الجمهور، و نجحوا في إنتاج عروض، البعض منها نال جوائز داخل و خارج الوطن . تضمنت النصوص المسرحية التي عرضت خارج مسابقة المهرجان الوطني للمسرح المحترف تارة الواقع المعاش بكل سلبياته و ايجابياته و تارة أخرى كانت مقتبسة من المسرحيات العالمية . "الرامول" من العروض المسرحية التي عالجت المشاكل اليومية للشباب حيث دارت أحداث المسرحية لمخرجها سيد احمد دراوي و تأليف محمد الناصر تايب حول مجموعة من الشباب يعيشون في وسط اجتماعي متوسط يطمحون إلى تحسين مستوى معيشتهم المادية ، بعدما يئسوا من البحث عن عمل مستقر يضمن لهم العيش الكريم، فقرروا اختيار طريق "الحرقة" إلى ما وراء البحار متخذين من صديقهم "الرامول" الذي نجح في "الحرقة" نموذجا ايجابيا ، لكنهم يفتقدون إلى المال لتحقيق حلمهم فاهتدوا إلى حل و هو الغناء في الأعراس و الحفلات كونهم يشكلون فرقة غنائية. وفي غمرة الأحداث يتفاجأ الشباب بخبر وفاة صديقهم "الرامول" و يقع عليهم الخبر كالصاعقة و يقرروا التنازل عن المال الذي جمعوه من الأعراس بغرض "الحرقة" من أجل دفع تكاليف دفن صديقهم بأرض الوطن .ما ميز العرض هو الصدق الكبير في الأداء الذي يتمتع به هؤلاء الشباب فوق الخشبة ، فقد اثبتوا براعة كبيرة في الإبداع و تقمص الأدوار، سيما وأنهم خارج الركح المسرحي كانت لهم محاولات حقيقية للحرقة و هو أول إنتاج مسرحي لهم و ربما تجمعهم هذه المرة قاعة حاج عمر بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي لتحقيق احلامهم في عالم المسرح . أما مسرحية "الهربة وين" فقد رحل بنا مخرجها و مؤلفها حليم زدام الى عوالم مختلفة لشباب يعانون مشاكل عدة في مجتمع رأوا أنه لم يمنحهم الفرصة لتحقيق طموحاتهم فاختاروا الحرقة هم أيضا بعدما سئموا من متاعب الحياة اليومية ، يعتبر العرض المسرحي الذي كان من إنتاج مسرح التاج لبرج بوعريريج أول ظهور لممثلين شباب الذين صنعوا الفرجة فوق الركح .أما بخصوص عرض "الدب" للمسرح الجديد بمدينة يسر فقصته مأخوذة من المسرحية العالمية "الدب" لأنطوان تشيكوف حيث تدور أحداث المسرحية في مجتمع ارستقراطي يحمل تارة حزنا كبيرا و تارة أخرى فرحا كبيرا، أراد مخرج المسرحية عبد الغني شنتوف أن يجعل من "الدب" دعوة للفرح لنشر السلام في العالم كاشفا عن تناقضات الطبقة الارستقراطية . للإشارة، معظم العروض لاقت -و رغم النقائص- إعجابا من طرف جمهور المسرح ، حيث تفاءلوا بمستقبل لهؤلاء الشباب الذين ا ضحوا لا يتنفسون إلا مسرحا.