كانت قاعة الحاج عمر بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، أول أمس، على موعد مع شكل من أشكل الإبداع الأدبي، فبعد الشعر والمسرح جاء دور الرواية حيث استضاف مجموعة من الروائيين من مختلف المدارس والأجيال للحديث عن تجربتهم الروائية أمام جمهور المسرح· حاولت الروائية زهرة ديك التي كانت الصوت الروائي النسوي الوحيد بين الحضور أن تشعل شمعة من الأمل من خلال الحديث في المجال الأدبي الجزائري حيث أكدت أن الروائي أو الأديب الجزائري بشكل عام ليس ككل الأدباء في العالم، ويمكن أن نسميه مقاوم، بالنظر إلى جملة المعوقات التي تعترضه، وفضلت الروائية أن تتحدث عن آخر إصداراتها ''قليل من العيب يكفي'' دون غيرها من الروايات التي كتبتها في أيام الدم والخوف، والتي قالت عنها أنها كتبتها كما تحبّ أن تكتب، وكما تحبّ أن تقرأ · من جانب آخر تلا الروائي سمير قاسيمي بعض المقتطفات من روايته الجديدة التي عنوانها ''هلابيل'' إسم أحد أبناء أدم عليه السلام والذي قال عنه أنه مهمش قليلا في الأدب العالمي أو العربي، حيث تعاطف مع هذه الشخصية وحاول أن ينسب إليه نسلا تحدث عنه بإسهاب في روايته التي ستكون في المكتبات يوم السبت القادم عن منشورات ''الإختلاف'' بالجزائر و''الدار العربية للعلوم ناشرون''· كما تحدث محمد ساري في نفس الجلسة عن ما لا يقل عن 30 سنة من الإبداع في المجال الروائي وعن بداياته التي كانت برواية ''الحريق'' لمحمد ديب و''البؤساء'' لفيكتور هيغو ، التي صبغت في كتاباته تلك الرواية الواقعية التي يقول أنه اكتسبها من خلال مطالعة الروايات وليس الإطلاع على المدارس الروائية، هذا الاهتمام بالكتابة الروائية الذي أثمر عدة روايات كتب أهمها حسبه في عهد الحزب الواحد الذي كان مناضلا فيه· كما تناوب على المنصة كل من الروائي الليبي محمّد الأصفر الذي أشار إلى تأثّره بمسيرة المنتخب الوطني في المونديال، قبل أن يكشف عن نيّته في توظيف تلك الحالة الاستثنائية التي عاشها الجزائريون بعد تأهّل فريقهم لكأس العالم في عمل روائي، بالإضافة إلى الروائي كمال قرور الذي تحدث عن رواية ''التراس'' الفائزة بجائزة مالك حداد ,2007 مضيفا أن روايته الجديدة ستبتعد عن كل الأشكال المعتادة في الرواية الجزائرية وستتجاوز كل المحظورات في الأدب الجزائري·