استعرضت الروائية والإعلامية في جريدة ''الحوار'' زهرة ديك أول أمس تجربتها في الكتابة الروائية، وذلك لدى نزولها ضيفة على برنامج صدى الأقلام بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي. ''بين فكي وطن'' ، ''في الجبة لا أحد'' ، ''قليل من العيب يكفي'' هي حصيلة نتاج الأديبة ديك الفكري إضافة إلى كتاباتها السخية المعبأة والمشحونة بأوجاع الإنسان الجزائري والعربي عامة والتي نشرتها على صفحات يومية ''الحوار''، وكذا إسهاماتها الفعالة في وكالة الأنباء الجزائرية باعتبارها أول امرأة تعتلي منصب رئيس التحرير في هذه الهيئة الرسمية. ثلاث محطات هامة استوقفت زهرة في عرض تجربتها مع الكتابة الروائية استرجعت من خلالها ذكرياتها مع أبطال وشخوص حركت أحداث رواياتها. ''قليل من العيب يكفي'' التي أضفت عليها لمسة حنين إلى وطنها الأم الذي قالت بشأنه '' حين نفكر في الوطن بصيغة الضياع، والمشاكل، والأزمات والإزعاج، وأن الجزائري لا يعرف الفرح الحقيقي فهو يبحث عنه في دول الجوار أو أي نقطة من العالم''، ''نحن ننتمي إلى وطن نحبه ونناضل من أجله لكننا لا نعلم إن كان يبادرنا نفس الإحساس ونفس المشاعر ونفس الحنين، والأهم من هذا كله أننا حتى وإن لم يقاسمنا ذلك فهو وطننا ونحن أبناؤه، نحن نكن له في مخيالنا ونحمل له في قلوبنا جملة من الأحاسيس الرائعة، إنه الشيىء الوحيد الذي لا يقبل المقايضة ولا نرضى له بديلا. وحلقت زهرة بعيدا عبر ردهات الزمن لتعود إلى سنوات الأزمة الأمنية التي أنجبت فيها روايتيها ''بين فكي وطن'' ، ''وفي الجبة لا أحد''، حيث اعتبرت الكتابة خلال تلك الفترة بالسلاح الذي جابهت به الخوف والرعب في فترة كانت الكتابة ضربا من المعجزات فحاولت ديك خلالها محاورة راهنها المثقل بالرعب والوجع والذعر.فالكتابة في نظر ديك كانت بمثابة الحامي من الخوف الذي طالما تربص بها وبكل من عايش تلك الفترة العصيبة التي مرت بها الجزائر. وعن تجربتها الأخيرة ''قليل من العيب يكفي'' قالت زهرة ديك إنها تعشق العناوين المثيرة والغريبة التي تجد فيها متعتها وأن العنوان هو المقياس الذي يشي بمحتوى العمل الأدبي. وعلى صعيد آخر، انتقدت صاحبة ''في الجبة لا أحد'' الإعلام الثقافي الذي اقتصر على تمجيد أسماء أدبية معروفة على حساب روائيين ومبدعين بارزين في الحقل الأدبي، في إشارة منها إلى الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي التي أصبحت تشكل ظاهرة على أهميتها وتفردها إلا أنها أصبحت وباعتراف منها شخصيا تحجب الأضواء عن مبدعات أخريات تضج بهن الساحة الأدبية في الجزائر.