شرع المنظمون لقافلة الوفاء لشهداء أسطول الحرية في إعداد القافلة وشراء الأدوية ومختلف المساعدات التي حصل اتفاق مسبق بشأنها مع وزارة التضامن في قطاع غزة وبالتنسيق بين جمعية الإرشاد الجزائرية وهيئة الإغاثة الإنسانية التابعة لنقابة الأطباء المصريين. وقد سلم الوفد الجزائري قائمة بالمواد الطبية لنقابة الأطباء قصد شرائها من السوق فيما يجري التفاوض مع السلطات المصرية للسماح للوفد الجزائري بإدخال المواد الغذائية ضمن القافلة، حيث ترفض السلطات وجود هذه المواد ضمن المساعدات الإنسانية بحجة أن أسعارها مدعمة من طرف الدولة، غير أن رئيس الوفد نصر الدين شقلال أكد وجود موافقة مبدئية. وقد تمكن المنظمون من الحصول على قائمة بالأدوية والأجهزة الطبية من قطاع غزة وهي القائمة التي أحالتها على شركة أدوية مصرية التي شحنت كميات الأدوية المطلوبة في شاحنات، وقد تنقل الوفد المشارك في القافلة بنفس إلى مقر الشركة وعاين الأدوية وأشرف على عملية الشحن، وفي تفاصيل المساعدات توجد كميات من الأدوية وأجهزة خاصة بالقلب وأخرى لتصفية المسالك البولية وأجهزة كشف عن العظام، وهي أجهزة باهظة الثمن طلبتها مستشفيات غزة من الوفد الجزائري. الوفد الجزائري عقد اجتماعا مساء أمس بأحد مقرات شركة الأدوية وتم طرح إشكال تأخر تحضير الأجهزة الطبية الذي يتطلب يومين وانتظارها يؤثر على مسار القافلة، وقد توصل الجميع إلى قرار جماعي بالسفر مساء يوم الجمعية برفقة شحنات الأدوية على أن تصل الأجهزة الطبية في اليوم الموالي لوصول الوفد إلى غزة. في ضيافة السفير حجار حظيت القافلة برعاية خاصة من قبل السفير الجزائريبالقاهرة عبد القادر حجار، وذلك منذ اللحظات الأولى لوصول الوفد إلى مطار القاهرة، حيث كان استقبل مسؤول البروتوكول بالسفارة أعضاء الوفد لتسهيل إجراءات المرور، ونقلهم إلى الفندق، كما نظم حفل استقبال بمقر السفارة الجزائرية المتواجدة بحي الزمالك، وشجع السفير مثل هذه المبادرات التي تعبر عن روح التضامن لدى الجزائريين، كما راسل السلطات المصرية لتسهيل مهمة الوفد التضامني. وإلى حد كتابة هذه الأسطر، مازالت الأمور مطمئنة بخصوص سماح السلطات المصرية للقافلة والوفد المرافق لها بالعبور نحو القطاع، رغم التخوفات التي أبداها العديد بخصوص إمكانية وضع عراقيل لعبور الوفد والاكتفاء بإيصال المساعدات، وهو أمر لا معنى له لا بالنسبة لسكان القطاع في غزة ولا بالنسبة للوفد الجزائري الذي يريد إيصال رسالة للفلسطينيين بأن انشغال الشعب الجزائري بالمونديال باعتبار الخضر يمثلون العالم العربي، لم ينسهم مآسي الفلسطينيين في القطاع الذين يموتون بالجوع والأمراض أمام تواطؤ عالمي رهيب. وقد قال بعض أعضاء الوفد أنهم لن يعودوا للجزائر إذا لم يوصلوا أمانة الشعب الجزائري إلى سكان غزة، قائلين إن المساعدات التي يحملون لا يمكنها أن تغير حال الغزاويين، لكن دخول وفد جزائري بعد أيام من محنة أسطول الحرية سيكون له أثر كبير. أصداء صعق المشاركون في قافلة المساعدات بعد وصل أخبار عن إمكانية غلق معبر رفح وقد قد أكد بعض المتحمسين أن الرجوع إلى الجزائر دون الدخول إلى غزة من المستحيلات السبع، وقال آخرون إنهم سيضربون عن الطعام لو منعوا من الدخول. دفع اختلاف وجهات النظر بين أعضاء الوفد حول موعد السفر إلى معبر رفح إلى عقد اجتماع طارئ بمقر الشركة المصرية لتوزيع الأدوية شارك فيه الصحفيون حيث تم لتوصل إلى قرار بالتعجيل في السفر. سلمت سيدة جزائرية لموفد الشروق مبلغ 2000 دينار وطلبت منه تسليمه لسيدة فلسطينية من قطاع غزة وقد أصرت على إيصال أمانتها قائلة "هذه أمانة وسأسألك عنها عند الله". لا يكاد يذكر اسم الجزائر في أحاديث المصريين إلا وتذكر معه جريدة "الشروق" ويبدو أن شياطين الفتنة في الفضائيات المصرية أقنعوا الكثير من المصريين أن الأزمة بين الجزائر ومصر تسببت فيها "الشروق" وليس خفافيش الفتنة الذين كانوا يسهرون في الفضائيات بشتم الجزائر وشعبها وشهدائها!