في خرجة مفاجأة وغير متوقعة من أقرب مقربيه، إتخذ الناخب الوطني رابح سعدان قراره بالإستغناء عن قائد المنتخب الوطني يزيد منصوري، و ما أثار الإستغراب أكثر في ذلك هو التصريحات التي كان يطلقها سعدان سابقا حيث دافع خلالها بشدة عن قائده السابق رغم حملة الإنتقادات التي كان لاعب نادي لوريان الفرنسي عرضة لها منذ منافسات كأس إفريقيا للأمم إلى جانب اللقاءات الودية الثلاث التي كان يمر خلالها جانبا·· غير أن المسؤول الأول على العارضة الفنية الوطنية واصل منح ثقته لمنصوري عن طريق الفرص الكثيرة التي كانت له وذلك عن طريق إقحامه المتكرر أساسيا، ويبدو أن المدرب الوطني قد استفاد من الدروس السابقة وعمد إلى تغيير الذهنية والضرب بيد من حديد باعتبارأن المشوار الذي ينتظر ''الخضر'' إبتداء من يوم غد لن يكون مشابها بتاتا للتصفيات أو المنافسة القارية، وبالتالي فإن لقاءات كأس العالم تتطلب اللاعبين الأكثر جاهزية من جميع الجوانب، ولا مجال للعاطفة، وهو ما بدأ سعدان يدركه من خلال إبعاد منصوري كأول خطوة في انتظار تغييرات جديدة حيث ينتظر أن يكون ضحيتها الآخر المهاجم عبد القادر غزال الذي لم يسجل منذ 11 مباراة وهو رقم قياسي ليس في صالح مهاجم نادي سيينا الإيطالي· وجاء التغيير عن طريق إبعاد منصوري ليطرح إشكالا آخر داخل المجموعة فيما يتعلق بالتوقيت الذي جاء فيه القرار والذي رغم كونه أحدث مفاجأة إلا أنه يبقى قرارا صائبا حسب المتتبعين بالنظر لتراجع المستوى الفني للاعب منذ فترة· والتخوف الذي يطرح بقوة هو مدى التأثير الذي قد يحدثه على المجموعة قبل يوم واحد من المواجهة الأولى حيث يعتبر منصوري أحد اللاعبين الأكثر تجربة وخبرة في التشكيلة من جهة، وهو الرابط بين اللاعبين القدامى والعناصر الجديدة· وتنتظر اللاعب يبدة حسان مسؤولية ثقيلة رفقة لحسن لخلافة منصوري في وسط الميدان، ومنح دم جديد للفريق أمام لاعبين من العيار الثقيل حيث سيكون الخيار الجديد لسعدان يتمثل في منح التشكيلة الوطنية روحا جديدة وأكثر تشبيبا لمقاومة منافسينا مقارنة بمنصوري الذي رغم ما قدمه لوطنه وتلبيته الدائمة لنداء المنتخب الوطني غير أن ثقل السنين جعله يتحول إلى دكة الإحتياط · هل قرار إحالة منصوري إلى كرسي الإحتياط جاء في وقته مناسب؟ وهل سيؤثر نقص المنافسة على مردود يبدة؟ سعيد حموش (مدرب مولودية سعيدة): قرار سعدان جاء في وقته والثنائي لحسن يبدة الأحسن في وسط الميدان تغيير منصوري كان منتظرا منذ مدة، خاصة وأن خط الوسط لم يكن على ما يرام في آخر مواجهات ''الخضر'' الودية أمام الإمارات حيث لاحظنا أنه يحتاج إلى روح جديدة· قرار سعدان كان بعيدا عن العاطفة حيث استعمل العقل وهو ما كان يتوجب عليه منذ مدة· أعتقد أن كل من لحسن ويبدة يشكلان ثنائيا منسجما ومتناسقا في وسط الميدان حيث يشبهان ثنائي إسبانيا إنييستا وغزافي، فكل منهما ينتهج الدفاع والهجوم في نفس الوقت، وهو ما ينقص منصوري· المدرب يملك كل الوقت لتغيير تركيبة التشكيلة التي أمامه حيث يملك الوقت إلى غاية ليلة المباراة لوضع التغييرات التي يراها ضرورية ومناسبة وفي فائدة المنتخب الوطني· لا أعتقد أن إبعاد منصوري سيشكل إشكالا للعناصر الوطنية لأنها محترفة ومتعودة على اللعب في المستوى العالي، إلا في حال كانت هناك صراعات داخل المنتخب، وهو ما لا أعتقده حيث ليس أمام اللاعبين سوى تجسيد التصريحات التي كانوا يطلقونها والتي مفادها أنهم مجموعة واحدة، ولا يهم من يلعب، وأن المهم هو فوز الجزائر· إختيار يبدة جاء قياسا مع الإختبار الطبي والبدني الذي سمح له بتعويض منصوري في التشكيلة الأساسية· سي الطاهر شريف الوزاني (لاعب دولي سابق): إبعاد منصوري جاء متأخرا واجه، المدرب الوطني واللاعب منصوري خلال الأيام السابقة ضغطا كبيرا، فاللاعب قدم خدمات كبيرة للمنتخب لا يمكن نكرانها أو نسيانها وله دور كبير داخل المجموعة، إستبعاده يعود بالدرجة الأولى إلى تراجع مردوده في الفترة الأخيرة من جهة ونقص المنافسة، كما أن ثراء التشكيلة الوطنية التي تضم في صفوفها لاعبين أقوياء في خط الوسط جعل منصوري يذهب ضحية المنافسة· العقلية الإحترافية التي تميز أغلب لاعبينا تجعلهم قادرين على تجاوز الأمر، وغياب منصوري لا يعني نهاية العالم· ما أرغب في التنويه إليه هو أن اتخاذ قرار إبعاد منصوري من التشكيلة الأساسية جاء متأخرا، خاصة وأنه كانت أمام اللاعب فرص عديدة لم يحسن استغلالها· إختيار يبدة يهدف لاستغلال حرارة الشباب التي يتمتع لها ورغم أن هناك لاعبين آخرين في منصبه كانوا قادرين على تعويض منصوري باعتبار أن يبدة عائد من الإصابة إلا أن سعدان هو المسؤول الأول على خياراته·