أعجبتني خفة الدم التي تميز بها أنصار الفريق الجزائري على الشبكة العنكبوتية في تعاليقهم على مباراة الجزائروالولاياتالمتحدة، وأحسست بأنهم ''ثعالب أيضا'' مثل ثعالب الصحراء الموجودين في جنوب إفريقيا· واحد منهم، قال إن المباراة ستجري بين الهامبورغر الأمريكي والمحاجب الجزائرية، وأن الهريسة الجزائرية أطعم وأحلى وأقوى من الكاتشوب، وقد تسبب ''البواسر'' أكرمكم الله ل ''بوب برادلي''، وقارن ''ثعلب'' آخر بين البيبسي كولا والكوكا كولا وحمود بوعلام، وقال أن ''حمود'' يحتوي على غازات سامة لا عهد للأمريكان بها، وليس مثل البيبسي أو الكوكا رطبة وناعمة، ووصف جزائري آخر المباراة بمعركة حميمية ستدور رحاها بين الديكة والدجاج، ولا أريد أن أنقل تفاصيل هذه المعركة مثلما نقلها هذا المواطن على شبكة الأنترنيت، وجاء في تعليق آخر أن شركة سوناكوم تفوقت على جنرال موتورز الأمريكية في ''صناعة الجرارات وعربات النقل''، وضحكت بطريقة مجنونة وأنا أتابع ذلك السيل الغريب من كلمات الغزل التي أطلقها هؤلاء الأنصار على ليلى علوي وشريهان، الممثلتين المصريتين بصفتهما ''مناصرتان بالفطرة'' للفريق الأمريكي، وأنتم بلا شك تعرفون كيف يتغزل الجزائريون بليلى علوي وشريهان، وماذا يقولون من كلمات وعبارات مجنونة وغريبة ولا تخطر على بال بشر· وقرأت تعليقا طريفا أرسله مواطن من الشلف عن عجز المخابرات الأمريكية في فك رموز شيفرة خطة اللعب ''تمتعوا واستمتعوا'' التي اخترعها الثلاثي سعدان وروراوة ودراجي، وكيف استعانوا بالمخابرات المصرية لفك رموزها دون جدوى، لقد قرأت كما هائلا من هذه التعليقات، وهي تعليقات غريبة وذات مدلول وليست كلها سخيفة رغم بذاءة بعضها· ربما لم تثر أي مقابلة أخرى هذا الكم الهائل من التعاليق والردود على شبكة الأنترنيت مثلما أثارته مباراة الجزائروالولاياتالمتحدة، وربما يعود السبب في ذلك إلى الرغبة في الانتصار ولو معنويا على الولاياتالمتحدة، رمز القوة والديمقراطية، وكذلك رمز الحقرة التي يمقتها الجزائريون مقتا شديدا، فمنذ فترة طويلة ونحن ننهزم، ووراء كل هزيمة نجد اسم الولاياتالمتحدةالأمريكية· لكن أبرز ما في هذه القصة، هو حرب التعاليق بين أنصار الخضر، وهم جزائريون خالصون، وبين أنصار الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهم مصريون للأسف الشديد، ولم أفهم لماذا أصبحت هذه الحرب العنكبوتية بالوكالة وليست بالأصالة، بيننا وبين المصريين، حرب بين جمهور جزائري يدافع عن بلده، وجمهور مصري يدافع عن أمريكا· أنا كذلك، مثل غيري من الأنصار العنكبوتيين، استهوتني هذه المقابلة أكثر من المقابلات الأخرى، فأنا متأكد أن الولاياتالمتحدة لن يهزمها أحد خلال الخمسين سنة القادمة على الأقل، لا في السياسة ولا في الإقتصاد أو الحروب أو الفضاء أو العلوم والتكنولوجيا، لهذا السبب، شعرت بأن هذه المباراة هي الفرصة الوحيدة التي قد تجعلنا نفوز عليها، ونصبح أول من ينتصر على واشنطن··· ولو في كرة القدم، فالفوز مهم على المستوى النفسي ولو كان فوزا في حلم، فما بالك إذا كان فوزا على أمريكا، الراعي الرسمي لإسرائيل·