أقدم نهار أمس، العشرات من الأفارقة، على اجتياز الشريط الحدودي بأقصى جنوب البلاد، وحاولوا الوصول إلى أقرب تجمع سكاني، أو إحدى بلديات ولاية تمنراست، ليبلغوا صوتهم للرأي العام عن أسباب إقدامهم على هذا الفعل· هؤلاء الأفارقة جاؤوا من دول مالي و النيجر المجاورتين، ويصل عددهم إلى حوالي 50 شخصا، من مختلف الأعمار، بينهم أطفال رضع رفقة عائلاتهم وصلوا عند الصباح الباكر من نهار أمس، إلى منطقة عين قزام، والتي تبعد عن مقر ولاية تمنراست بحوالي 500كلم· وتدخّلت وحدات حرس الحدود الجزائرية العاملة بالمنطقة لمنع الأفارقة من التوغل، حيث كانوا يرغبون في الوصول إلى عمق الأراضي الجزائرية· وقامت العائلات الجزائرية المقيمة بالمنطقة، بوقفة تضامنية كبيرة، حيث قدموا ما يحتاجه هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين من مأكل ومشرب، وهذا تحت تأمين جيد من حرس الحدود الجزائري، والذين تواجدوا بالمنطقة منذ الدقائق الأولى للعملية· وحسب ممثلي هؤلاء الأفارقة، فإن إقدامهم على هذا الفعل، وترك منازلهم التي تبعد عن الشريط الحدودي بمسافة تقدر بأكثر من 150 كلم، تعود أساسا إلى الظروف الإجتماعية القاهرة، وغياب فرص العمل التي تؤمن حياة أبنائهم وعائلاتهم، وهي أسباب لا تختلف كثيرا عن التي دفعت قبل سنوات المئات من الأفارقة إلى اقتحام الحدود ودخلوا الأراضي الجزائرية، إذ تمكنوا من الوصول إلى مناطق ''عين امقل، عين قزام ، ابلسة، ادلسي'' حيث أكدوا آنذاك، على أن الظروف القاسية التي يعيشونها في بلدانهم، دفعهتم إلى الهجرة الجماعية، ومنهم من لم يعد إلى منازلهم حتى اليوم، إلى غاية تلقيهم وعودا من السلطات في بلدانهم، حسب ما أكدوه ''للجزئر نيوز''، وفي تصريحات عدد من الأفارقة الفارين من جحيم الجوع الذين التقيناهم، فإنهم يوجهون أصابع الإتهام إلى المسؤولين المحليين ببلدانهم مسؤولية مأساتهم· جدير بالملاحظة، أن منطقة عين قزام شمال تمنراست، عرفت قبل شهرين، نزوح أفارقة بشكل رهيب ودخولهم الأراضي الجزائرية، ورفضوا العودة إلي مواطنهم، مما دفع رجال الدرك الوطني إلى توقيفهم وتقديمهم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة تمنراست، حيث صدر في حقهم أمر بالترحيل·