الحدود الجزائرية التونسية أقدم، نهار أمس، عدد كبير من العائلات التونسية على اجتياز الشريط الحدودي من الناحية الشرقية للأراضي الجزائرية عبر إقليم ولاية تبسة. * * * العائلات الجزائرية تسارع إلى إغاثة اللاجئين بالأكل والشرب * حيث كانوا يرغبون في الوصول إلى أقرب تجمع سكاني أو إحدى البلديات الجزائرية ليبلغوا صوتهم للرأي العام حول أسباب إقدامهم على هذا الموقف غير المسبوق لهذه العائلات والتي يقيم أغلب أفرادها بمنطقة السبيبة القريبة من ولاية القصرين بالجمهورية التونسية. وقد دخل الغاضبون من التونسيين والذين يصل عددهم بنحو 50 عائلة من مختلف الأعمار بما فيهم الأطفال الرضع عند الصباح الباكر من نهار أمس إلى منطقة سيدي موسى قرب قرية عقلة أحمد التابعة إقليميا لبلدية بئر العاتر والتي تبعد عن مدينة تبسة بحوالي 120 كلم جنوبا، وتدخلت وحدات حرس الحدود الجزائرية العاملة بالمنطقة ومنعوا التونسيين من التقدم حيث كانوا يرغبون الوصول نحو عمق الأراضي الجزائرية. من جهتها التحقت وحدات من الحرس التونسي بالمنطقة وانتشروا على كامل الشعاع خوفا من التحاق عناصر أخرى من التونسيين بالمجموعة الغاضبة، وقامت العائلات الجزائرية المقيمة بالمنطقة بحركة تضامنية كبيرة، حيث قدموا ما يستحقه إخوانهم التونسيين من مأكل ومشرب، وهذا تحت تأمين جيد من حرس الحدود الجزائري تحت قيادة نقيب الوحدة ورائد الفرقة ببئر العاتر والذين تواجدوا بالمنطقة منذ الدقائق الأولى للعملية. * وحسب ممثلي العائلات التونسية فإن إقدامهم على هذا الموقف وترك منازلهم والتي تبعد عن الشريط الحدودي بمسافة تقدر بأكثر من 150 كلم، تعود أساسا إلى الظروف الاجتماعية القاهرة وغياب فرص العمل التي تؤمن حياة أبنائهم وعائلاتهم وهي أسباب لا تختلف كثيرا عن الأسباب التي دفعت قبل سنتين عائلات تونسية أخرى دخلت الأراضي الجزائرية بمنطقة عائشة أم الشويشة، حيث أكدوا آنذاك عن الظروف القاسية التي يعيشونها وبقوا بالأراضي الجزائرية أكثر من أسبوع ولم يعودوا إلى منازلهم إلى غاية تلقيهم وعودا من السلطات التونسية بتحسينها وهو ما تم فعلا حسب التونسيين بعد التدخل الشخصي للرئيس التونسي السيد زين العابدين بن علي، انطلاقا من أن الشاكين وجهوا أصابع الاتهام لمسؤولين محليين دون غيرهم، جدير بالملاحظة أن منطقة الطباقة ببلدية الكويف 33 كلم شمال تبسة عرفت قبل شهرين نزوح تونسيين ودخولهم الأراضي الجزائرية ورفضوا العودة مما دفع برجال الدرك الوطني بالكويف إلى توقيفهم وتقديمهم أمام السيد وكيل الجمهورية لدى محكمة تبسة، حيث صدر في حقهم أمرا بمغادرة أرض الوطن، وهو ما تم فعلا، وإلى غاية تدخل كل الأطراف المعنية بالقضية لا تزال العائلات التونسية تفترش وتلتحق السماء بمنطقة سيدي موسى في ظروف مناخية صعبة وقد تتعقد أمورهم بعد مرور الأيام أكثر.