أبدى التقنيون الجزائريون ثقتهم الكاملة في كفاءات المدرب المحلي على حساب المدرب الأجنبي لتولي العارضة الفنية للمنتخب الوطني، وأكدوا أن المدرب المحلي هو الأنسب لنمط تفكير اللاعب الجزائري، وأن التقني المحلي يتأقلم جيدا مع ذهنيات اللاعبين، على عكس المدربين الأجانب الذين أخفقوا في مهامهم مع ''الخضر'' بسبب الفرق في ذهنياتهم مقارنة مع اللاعبين· وبالنظر إلى إنجازات المنتخب الوطني في المحافل الدولية، يرجع الفضل الكبير إلى الخبرة المحلية وإلى قدرات المدرب المحلي الذي ساهم في تأهل المنتخب الوطني إلى المونديال ثلاث مرات، وكذا تتويج الجزائر بكأسها الإفريقية الأولى بفضل حنكة كرمالي، ويخفق بالمقابل المدربين الأجانب في تحقيق على الأقل التأهل إلى كأسي إفريقيا والعالم، آخرها الكارثة التي خلقها كفالي سنة 2007· روكوف الوحيد الذي قدم إضافة للمنتخب الوطني ستة مدربين أجانب تعاقبوا على ''الخضر'' وكفالي الكارثة الكبرى تعاقب على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني منذ الاستقلال إلى يومنا ستة مدربين أجانب، ليتجه الاتحاد الجزائري لكرة القدم الاستنجاد بالخبرة الأجنبية لتطوير الكرة الجزائرية وقيادة ''الخضر'' في مختلف التصفيات، بعد أن فشل المدربين الجزائريين في تحقيق نتائج إيجابية خلال توليهم تدريب ''الخضر'' باستثناء كرمالي الذي توج بكأس إفريقيا، والثنائي خالف وسعدان اللذان قادا الجزائر ثلاث مرات إلى المونديال· الفرنسي لوسيان لودوك أول أجنبي درب ''الخضر'' التحق التقني الفرنسي، لوسيان لودوك، بالمنتخب الوطني في شهر نوفمبر ,1966 لخلافة سماعيل كباتو، ورغم الفترة الطويلة التي قضاها الفرنسي على رأس العارضة الفنية ل ''الخضر''، والتي دامت قرابة أربع سنوات، إلا أن هذا الأخير فشل رفقة ''الخضر'' في كأس إفريقيا في إثيوبيا سنة 1968 وودعت المنافسة في الدور الأول، في أول مشاركة للجزائر في المحافل الدولية بعد الاستقلال، ما عجل استبعاد الفرنسي من منصبه وتعويضه بسعيد عمارة· روغوف يحرز المركز الثالث في كأس إفريقيا 1988 حقق المدرب الروسي، قينادي روغوف، نتائج إيجابية رفقة المنتخب الوطني، فبعد التجربة الأولى التي خاضها في تدريب المنتخب الوطني سنة ,1981 تولى التقني الروسي زمام المنتخب الوطني بعد مغادرة سعدان للفريق بعد مونديال المكسيك ,1986 حيث قاد روغوف ''الخضر'' إلى كأس إفريقيا بالمغرب وأنهى المنافسة في المركز الثالث بعد أن أقصي سابقه في الدور الأول في دورة مصر في .1986 تجربة البلجيكيين ليكنز ووسيغ سلبية لم يقدم الثنائي البلجيكي جورج ليكنز وروبير ووسيغ أي إضافة للمنتخب الوطني، ما جعل الاتحادية الجزائرية تعجل في إقالتهما من مهامهما وتعويضهما بمدربين محليين، وذلك بسبب تجربتهما الفاشلة مع ''الخضر''، وعجزهما عن إعطاء الفريق نفسا جديدا وتجاوزه لدوامة النتائج السلبية التي كانت تطارد المنتخب الوطني آنذاك· وعوض كل من رابح سعدان ليكنز وفرقاني وسيغ، لينجح سعدان في تأهل الجزائر إلى كأس إفريقيا بتونس· كفالي كارثة·· ويقصي ''الخضر'' من كأس إفريقيا 2006 لا يختلف إثنان على المسؤولية المباشرة لكفالي في حرمان الجزائر من التأهل إلى كأس إفريقيا 2006 التي جرت في مصر، حيث أخفق التقني الفرنسي بسبب محدودية إمكانياته وتدني مستواه في التدريب، ما جعل الجزائر تضيّع التأهل إلى دورة مصر بسبب الخطة الكارثية التي دخل بها أمام غينيا بملعب 5 جويلية، حيث اعتمد على خطة دفاعية محضة· ورغم ذلك تمكن الفريق الخصم من الوصول إلى شباك ''الخضر'' مرتين، في وقت يحتاج المنتخب الوطني إلى فوز من أجل التأهل· وضيّع ''الخضر'' آماله كاملة بعد الانهزام في اللقاء الأخير أمام غامبيا بهدفين مقابل هدف وحيد، ليكون بذلك كفالي الذي يدرب حاليا فريق ''نيمس'' من الدرجة الثانية الفرنسية، أسوأ مدرب أجنبي تولى تدريب ''الخضر'' بسبب النتائج الكارثية التي حرّمت الجزائر من كأس إفريقيا 2006 بمصر، ما جعل رئيس ''الفاف'' آنذاك، عبد الحميد حداج، يقيله من مهامه ويعوضه بسعدان· ع· م ------------------------------------------------------- المدرب الأجنبي قد يكون الحل بتدعيمه بالخبرة المحلية يبدو أن التجربة التي تعتمد عليها بعض المنتخبات الإفريقية بالاستناد على مدربين أجانب مدعمين بجهاز فني محلي، قد أتت بثمارها، فكل المنتخبات الإفريقية التي شاركت في المونديال باستثناء الجزائر استقدمت مدربين أجانب لتحضير المونديال، فأحسن مثال على ذلك المنتخب الغاني الذي انتدب التقني الصربي ميلوفان راييفاتش على رأس العارضة الفنية مدعما بتقنيين غانيين· ومن بين الحلول التي قد تفرض نفسها في حال مغادرة سعدان، هو استقدام مدرب أجنبي ذي كفاءات كبيرة، لكن ذلك لن يكفي، بل يستحسن أن يتم تعيين مستشارين ومساعدين محليين له، سواء مدربين في البطولة، لاعبين قدامى أو متخرجين من المعهد العالي للتكنولوجيات الرياضية· وقد يرجع إخفاق المدربين الأجانب الذين تعاقبوا على العارضة الفنية للمنتخب الوطني لعدم تأقلم هؤلاء المدربين مع ذهنيات اللاعبين الجزائريين، إلى درجة الوصول إلى عدم التنسيق والتواصل الجيد بين التقنيين الأجانب واللاعبين الجزائريين باستثناء اللاعبين المحترفين، الأمر الذي جعل في عديد من الأحيان مغادرة هؤلاء المدربين في وقت قصير· وسيتحتم على الاتحادية الجزائرية لكرة القدم في حال تعيين مدرب أجنبي لخلافة سعدان، الاستنجاد بتقنيين جزائريين لتدعيم العارضة الفنية لتفادي الأخطاء التي وقع فيها سابقا، ويجب أخذ العبر من التجارب السابقة·