لقد عرفت كرة القدم الجزائرية، وعلى مدار سنوات طويلة ظاهرة انتداب المدربين الأجانب سواء على صعيد الاندية الجزائرية أو على مستوى المنتخب الوطني، خاصة في السنوات الثمانينيات ومستها الظاهرة عندما أوكلت مهمة العارضة الفنية، الى لادويك في الستينيات، ورغوف، وماكري في الثمانينيات وفي السنوات الخمس الأخيرة الفرنسي كفالي. وحتى على صعيد الاندية تهاطل عليها العديد من المدربين الاجانب على غرار هرفي ريفيلي، ايف شاي، تلمان نوزاري، براتشي، ڤوماز والقائمة طويلة. وبدون شك، فإن تغيير الوجهة نحو خيار المدرب الاجنبي من طرف بعض الرؤساء له اسبابه ومبرراته الكافية لشرح الموقف. ومن بين التقنيين الذين عايشوا هذه الظاهرة. كان لنا هذا الحديث المميز من عز الدين آيت جودي مدرب الوفاق الذي كان صريحا في اجابته ومقتنعا بما يتحدث به: ❊ كيف هي أحوال عزالدين؟ أحوالي بخير، وصحتي جيدة، وكل الأمور في تحسن مستمر، سواء العائلية، أو المهنية. ❊ وماذا عن الاجواء داخل الوفاق خلال فترة الراحة هذه؟ فريقنا يعمل حاليا في ظروف جيدة، وهو يحضر نفسه كما ينبغي لما هو قادم سواء البطولة الوطنية أو الكأس، أو البطولة العربية، فكل الأمور في جاهزية تامة والكل يعمل من أجل هدف واحد وهو البقاء على نفس الريتم، ونفس المستوى الذي ظهر به الفريق منذ انطلاق البطولة الى اليوم. ❊ نترك هذا الجانب ونسأل عزالدين عن رأيك في ظاهرة استقدام المدرب الاجنبي على رأس النوادي الجزائرية؟ أنا لست ضد الفكرة، ولكن يجب أن يختار المدرب صاحب الكفاءة والتجربة والذي يضيف للفريق بعض الأمور التقنية ربما لا توجد لدى بعض المدربين الجزائريين وعليه فإن أغلب الفرق الجزائرية تختار المدرب الاجنبي من أجل التدريب لأنه أجنبي وهذا غير كاف. ❊ معنى هذا أن المدربين الذي مروا على بعض الفرق التي تسمي نفسها بالفرق الكبيرة، كان مستواهم متواضعا؟ المقصود ليس هذا، وإنما عندما نختار مدرب أجنبيا يجب الاستفادة من خدماته ومع كل الفئات لا يبقى عمله محصورا إلا مع الفريق الأول، وهذا ما لاحظناه عند أغلب الفرق التي استقدمت أكثر من مدرب أجنبي ونتائجها دون المتوسط أو أقل من المتوسط. ❊ كيف ترى مستوى المدرب المحلي مقارنة بالأجنبي؟ النتائج هي التي تتحدث عن الاثنين وعليه، فإن هناك مدربين جزائريين تقنيا وعلميا وتكتيكيا أحسن بكثير من بعض المدربين الذين شاهدناهم هنا في الجزائر وعليه فإن المدرب الجزائري اعطه الامكانيات وهيئ له الجو الملائم وسوف ترى كيف يتعامل مع تقنيات اللعبة. ❊ نفهم من هذا أن الفرق الجزائرية ليست بحاجة الى مدرب أجنبي؟ هناك مدربون أجانب نجحوا في الجزائر على غرار شاي، وبراتشي، ونوزاري وهناك من فشل مثل أوسايج، وداكونيا، لكن هناك مدربين جزائريين أصحاب كفاءة وتجربة كبيرة مع سوء الحظ أن عددهم قليل هم أحسن بكثير من المدربين الاجانب سواء من الناحية التقنية أو المؤهلات العلمية، وهم قادرون على تشريف مهنة التدريب خارج الوطن وأنا متأكد بأنهم قادرون على تحقيق المعادلة الصعبة في مجال التدريب وطنيا وخارجه. ❊ هل هذه الظاهرة صحية في نظركم؟ لا نقل صحية، وإنما كما قلت فالمدرب الأجنبي الذي يستقدم لابد أن يكون له مؤهلات عالية تسمح له بالتكوين داخل النادي الذي يشرف عليه ولا يبقى مدربا موظفا لا غير، لأن الكرة الجزائرية في الوقت الراهن بحاجة الى كفاءات تقنية سواء كانت وطنية أو أجنبية. ❊ هل اللاعب الجزائري يتجاوب مع المدرب الوطني أو الاجنبي؟ سؤال ساخن.. لكل مدرب طريقته في التعامل مع لاعبيه، لكن هناك نقطة مهمة جدا إن المدرب الاجنبي إذا اكتشفت نقائصه فتصبح أموره صعبة التعامل مع اللاعب الجزائري، عكس المدرب المحلي، فبسهولة تامة يجد الصيغة الملائمة لمواصلة عمله مع الفريق وهذا هو الفرق من حيث العلاقات التي تتطلب من المدرب أن يكون صاحب شخصية ومواقف صارمة تخدم مصلحة الفريق. ❊ هل من إضافات؟ أملي كبير وثقتي أكبر في مسؤولي الأندية الكبيرة، بأن انتداب المدرب مهما كان يجب أن تراعي شروطا عديدة وهي الكفاءة الميدانية اضافة الى المؤهلات بهذا يمكن أن تحقق الكرة الجزائرية وثبة كبيرة مع حلول عام 2009 سواء على المستوى القاري، أو العربي لأننا بحاجة الى الوصول بفريقنا الى مصاف الكبار. كما أتمنى للخضر في المنافسة المزدوجة القادمة انتصارات عديدة لأنه حان موسم الاقلاع بكراتنا التي هي بحاجة الى ذلك. ------------------------------------------------------------------------