كشفت مصادر بالمستشفى الجامعي ''مصطفى باشا''، عن استقبال مصلحة الإستعجالات 60 طفلا و15 مسنا يوميا، بسبب ارتفاع موجة الحرارة التي اجتاحت الجزائر، بالإضافة إلى تعرض هذين الشريحتين ، إلى التسممات الغذائية الكثيفة الإنتشار خلال فصل الصيف· أجمعت عناصر فرق المناوبة في مصلحة الإستعجالات بالمستشفى الجامعي ''مصطفى باشا''، خلال الجولة الإستطلاعية التي قامت بها أمس، ''الجزائر نيوز''، أن المصلحة تستقبل 15 مسنا يوميا، بسبب ارتفاع الحرارة الشديدة، كلهم يشتكون أعراض الحمى، التقيؤ ويعانون من الجفاف، واختلفت الإصابات بفعل الحرارة الشديدة وإن كان أغلب المتأثّرين بها من مرضى الرّبو، الذين صعُب عليهم التنفّس، وتم التكفّل بوضعيتهم الحرجة وتزويدهم بأقنعة التنفّس الإصطناعي، هذا بالإضافة إلى مرضى الضغط الدّموي والسكري وآلام الرأس والحمى· ولقد تمكّنت مصالح المستشفى من التكفّل بهم، نظرا للإمكانيات المادية والبشرية المسخّرة، مضيفين في نفس السياق، أنهم سيغادرون المستشفى في نفس اليوم· وما لاحظته ''الجزائر نيوز''، التي انتقلت إلى مصلحة الإستعجالات منذ العاشرة صباحا، اكتظاظ قاعة مصلحة الإستعجالات بالمرضى، والتي توفرت على المكيفات الهوائية لاستقبال المرضى في أحسن الظروف، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة الشديدة، حيث بين كل دقيقة وأخرى نلاحظ سيارات الإسعاف التابعة للمستشفى والحماية المدنية، ينقلون مرضى مسنين، تقربنا من سائق سيارة إسعاف تابعة للحماية المدنية، لمعرفة كم من مريض يتم نقله إلى المستشفى منذ بداية فصل الحر، وكشف لنا معدل نقل 60 طفلا على مستوى الجزائر العاصمة، تترواح أعمارهم من 10 سنوات إلى 14 سنة يوميا إلى المستشفى، منذ بداية ارتفاع درجات الحرارة هذا الموسم، ومعظم الحالات من الأطفال الذين يعانون من الحمى، بعد تعرضهم لأشعة الشمس في البحر· موظف الإستقبال بمصلحة الإستعجالات، كشف أن المصلحة تستقبل مئات المرضى من الأطفال وذوي الأمراض المزمنة، وتسجل حالات من الإغماءات بسبب تأثّرهم بموجة الحرارة التي اجتاحت أغلب مناطق الوطن، أغلبهم من المسنين، وكان تدفق المرضى متواصلا إلى قاعة مصلحة الإستعجالات من مختلف ولايات الوطن، وطوابير طويلة أمام قاعة الفحص، حتى إننا لم نستطع مقابلة الطبيب لطرح أسئلتنا عليه، فكانت لنا الفرصة للتجول في أروقة مصلحة الإستعجالات التي أعيد تهيئتها من جديد لاستقبال المرضى، والمؤلفة من عدة قاعات للفحص، قاعات للإستعجالات الجراحية وقاعة للعلاج، ولكن بمساحة ضيقة جدا وهي لا تستوعب الكم الهائل من المرضى، الذين يقصدونها بالمئات يوميا، وما لفت انتباهنا، هو أنه رغم إعادة تهيئة هذه المصلحة، إلا أن هناك الكثير من المرضى يشتكون من نقص في الأطباء، بحيث أكدت لنا إحدى قاصدات المصلحة طلبا للعلاج تدعى فتيحة، أنه لا يوجد إلا طبيب واحد لاستقبال المرضى، ولهذا نجد الطوابير طويلة أمام قاعة الفحص، كما أضافت أننا لا نجد أين يجلس المريض الذي يبقى واقفا إلى أن يحين دوره· و من جهة أخرى، كان الطبيب المداوم في سباق ضد الزمن لفحص جميع المرضى بالمصلحة، حيث كشف أن المصلحة سجّلت صبيحة أمس، حالات كثيرة من التسممات الغذائية تعذر الحصول على رقم محدد لها، من جراء تناول الأكلات الخفيفة والوجبات التي تقدم في الأعراس، بحيث تتراوح عدد الحالات التي تعرضت للتسمم الغذائي 20 حالة، قُدّمت لها الإسعافات الأولية·