مع اشتداد حرارة الصيف تكثر الأمراض المختلفة التي تصيب المواطنين وبالتحديد فئة المسنين وذوي الأمراض المزمنة والأطفال، وتختلف هذه الحالات حسب المختصين باختلاف المرضى، حيث تتراوح بين ضربات الشمس والإسهال والقيئ والتسممات الغذائية لا سيما في الولائم، الأعراس ومختلف الأمراض المتعلقة بفصل الصيف، التي تمس الأطفال بصفة خاصة بالنظر لهشاشة بنيتهم الجسمانية وقابليتها للتأثر بالتغيرات المناخية. وأرجع الأطباء سبب انتشار هذه الأعراض إلى التعرض الطويل والمباشر الى أشعة الشمس الشديدة، الأمر الذي يسبب جفاف الجسم وفقدانه للسوائل كما يبقى التناول العشوائي لوجبات الأكل الخفيف، ومادة "المايونيز" والمرطبات من بين المأكولات الرئيسية في حدوث التسممات الغذائية. هذا الأمر الذي يجعل مصالح الاستعجالات الطبية والجراحية بمختلف المستشفيات تعلن حالة الطوارئ والتأهب، حيث تجند كل مصالحها المادية والبشرية لاستقبال الحالات الاستعجالية وذلك إلى ساعات متأخرة من الليل، حيث تستقبل مصلحة الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا الجامعي حسب ماأكده أحد الأطباء بالمصلحة مابين 150 الى 200 حالة استعجالية في اليوم تتوزع بين الحالات الطبية والجراحية، حيث تبقى الاعتداءات بالسلاح الأبيض بشوارع العاصمة تحتل الصدارة لاسيما في الليل باعتبار أن معظم العائلات تفضل الخروج للتجول في الشوارع هروبا من الحرارة الشديدة في البيوت. كما تزداد الاعتداءات حسب المصدر يومي الخميس والجمعة بسبب المشاداة بين الأنصار في الملاعب على وقع المقابلات المبرمجة بملاعب العاصمة. وتستقبل مصلحة الاستعجالات بالمستشفى المذكور بسبب أعمال الشغب بين الأنصار من 40 الى 50 حالة اعتداء كل أسبوع، مما يستدعي بعضها تدخلا جراحيا مستعجلا، وبالإضافة إلى الاعتداءات تبقى المصلحة تستقبل حالات جراحية في الأوقات العادية تخص أساسا جراحة الزائدة الدودية. ويضيف الطبيب أن المصلحة تتكفل بمختلف هذه الحالات، بالنظر الى جهود فريق العمل الطبي المتواصلة الى ساعات متأخرة من الليل. ومن جهة أخرى، يؤكد رئيس مصلحة الاستعجالات بالمؤسسة الاستشفائية العمومية لمفتاح بالبليدة أن عدد الحالات المرضية التي يتم استقبالها يصل الى حدود200 حالة في اليوم ، حيث ينخفض هذا العدد في الفترة المسائية. ويضيف أن عدد المرضى الذين أحصتهم مصلحة الاستعجالات بالنسة لشهر جويلية الماضي بلغ 5360 حالة استعجالية تتفرع بين الطبية والجراحية، في حين سجلت المصلحة يوم 06 أوت الفارط 240 حالة في الفترة الصباحية لوحدها. وأرجع المصدر هذا التزايد الكبير الى الارتفاع الشديد والمفاجئ في درجات الحرارة، والاستعمال المفرط لأجهزة تكييف الهواء ما يجعل المواطنين خاصة فئة الأطفال والمسنين منهم يصابون بحالات الصداع الشديد والاغماءات وحالات الاسهال بسبب عدم تأقلم الجسم مع تغيرات الحرارة الخارجية. كما أكد المتحدث على ضرورة التزام البيوت أثناء أيام الصيف وتفادي الخروج من الساعة العاشرة صباحا الى الخامسة مساء تجنبا للإصابة بهذه الأعراض. وإلى جانب التسممات الغذائية، وحالات الاعتداء بالأسلحة البيضاء، تبقى مصلحة الاستعجالات لمدينة مفتاح تستقبل حالات استعجالية تخص لسعات الحشرات المختلفة كالنحل، الدبور والعقارب،... وغيرها والمنتشرة أساسا في الحقول والمزارع والأشجار المثمرة، زيادة على ضحايا حوادث المرور الذين تستدعي حالاتهم التدخل الجراحي. ومن جهة أخرى، تنتشر في فصل الصيف الميكروبات والجراثيم التي تساهم في انتشار الأمراض الجلدية التي تقف وراءها الفطريات المتفاعلة مع درجات الحرارة المرتفعة، وغياب التهوية وزيادة تعرق الجسم، حيث ينتج عن ذلك حساسية جلدية تسبب الدمامل والبثور. وهي منتشرة بصفة واسعة لدى الأطفال. ويبقى المرض الجلدي الأكثر انتشارا خلال فصل الصيف حسب المختصين هو الحروق التي تصيب الجلد بالنسبة لأصحاب البشرة البيضاء التي لها قابلية الحساسية نتيجة التعرض لحرارة الشمس المرتفعة . ويدعو المختصون كافة الأولياء الى توفير شروط الحماية لأبنائهم من أشعة الشمس خاصة في شواطئ البحر، وتوفيرهم الزيوت الجلدية اللازمة لتجنيبهم الحروق. كما ينصح الأطباء بضرورة تدخل الأولياء في مراقبة صحة أبنائهم وذلك بإحاطتهم بالوقاية اللازمة مع بداية ظهور الأعراض الأولى لهذه الأمراض الصيفية قبل استشارة الطبيب. ومن هذا المنظور تبقى الوقاية خير من العلاج، وتبقى الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى، كقاعدة يتعين على الجميع الاقتداء بها.