أسئلة كثيرة باتت تؤرقني··أجوبة متداخلة في رأسي··لا أعلم كيف ولماذا أنا محبط··· ربما هو اليأس أم الوهم·· لا أدري حقا··· كانت آخر جلسة قضيتها معه ثقيلة··· خرجت من المكتب الذي شهد جل لقاءاتنا وأنا في غاية الحسرة··· قال إنه لا يعترف بأي شاعر في الجزائر وأنه يعتبر هذا البلد من أكثر البلدان العربية التي تعاني عقما شعريا··· وكان دليله في ذلك أنها - الجزائر- لا تتوفر على أي تجربة سابقة أو آنية ذات صيت عالمي··· وراح (على الرغم من أنه جزائري) ينفي بكل ثقة أي تفسيرات أيديولوجية أو سياسية أو تاريخية تقف عائقا بين شعرائنا والمناهج التربوية في البلدان الاخرى··· إنه عازم كل العزم على المضي قدما في نفي الابداعية واللذية عن تجاربنا··· وكم ضحك كثيرا وباستهزاء لما أردت الاستدلال بالجوائز المحصل عليها والمشاركات الكثيرة خارج الوطن··· كما راح يقول لي إنك تتظاهر بالغباء أم أنك هكذا حقا··· مضيفا أنت تعرف كيف يتم انتقاء الاسماء ومن هو المسؤول عن رحلاتهم ··· وكم أكد بأن المشكل يكمن في غياب المؤسسات··· وانعدام المعايير والقيم··· وأسكتني مرة أخرى حين حاولت إبهاره بعدد من النصوص والقصائد··· وبدأ في تشريحها بسطحية لكنه كان واثقا··· وطلب مني ألا أكون متعصبا ومدافعا عن إبداع مصنوع ليست له قيمة حقيقية خاضعة لمقاييس متعارف عليها عالميا··· فعلا أنا محتار أمام هذا الحاجز الذي ضرب كل المجهودات التي بذلت ولا تزال من طرف المبدعين عرض الحائط··· أذكر أنني قبل أن أقف بعد أن أبديت مللي منه ومن أحكامه التي رأيتها غير منطقية ومجحفة تحديته بأنني قادر على مفاجأته بشعر حقيقي أبدعه شعراء مهمشون وغير معروفين لم ينالوا حقهم في الظهور والاستفادات··· كما أكدت في ذات الوقت على أنني قادر على كشف نصوص بعض الشعراء والشاعرات الذين استطاعوا ملء صفحات الجرائد واستفادوا من فتات الملتقيات ليس بشعرهم ولكن بأشياء لا علاقة لها بالابداع ··· حتى أن فيها ما يخجل وما يندى له الجبين ··· واتفقت معه على أن تكون لنا في الجلسة القادمة ساعة مع صلاح طبة الذي أراه شاعرا حقيقيا غير متكلف وهو القائل ذات قصيد ضمن مجموعته الشعرية الموسومة لا شعر في زمني : الشعر يكلفني صورا ليست في الاعين كالصور