مونديال جنوب إفريقيا كان فرصة لتسليط أضواء المنظمات الدولية غير الحكومية والناشطة في مجال حقوق الإنسان، على الوضعية العامة لعدد من الدولة الإفريقية· فقد أصدرت منظمة ''فريدوم هاوس''، تصنيفا لأوضاع الحريات في الإثنين والثلاثين دولة المشاركة في كأس العالم، حيث ذكرت أن الدول الإفريقية المشاركة في المونديال تعاني شعوبها من تضييق شديد على الحريات الفردية· وقد جاء تصنيف الجزائر ضمن هذه القائمة تحت مسمى الدول ''الحرة جزئيا''، والمقصود أن هناك حريات يتمتع بها الفرد، مثل الحريات السياسية، غير أن التقرير عاد للحديث عن التضييق على الحريات الدينية، في إشارة إلى المنع الرسمي الذي تلاقيه الحملات التنصيرية في الجزائر· المثير للاهتمام هو أنه بالرغم من كل النقائص المنصوص عليها في مجال الحريات الفردية والجماعية في الجزائر من طرف منظمة فريدوم هاوس، إلا أن ترتيب الجزائر يظل الأفضل بين بقية الدول الإفريقية المشاركة في المونديال· فقد جاء وضع كل من كوت ديفوار، نيجيريا، الكاميرون وغانا ضمن قائمة الدول ''غير الحرة''، في إشارة إلى التهديد الصريح في مجال حقوق الإنسان والحريات الفردية· في حين أن بقية الدول المشاركة في المونديال القادمة من أوروبا والقارة الآسياوية على أنها دول تحترم الحريات الفردية أو على حد تعبير التقرير ''دول حرة''· الملفت للنظر أن تقرير فريدوم هاوس تزامن مع تقرير التنمية البشرية الصادر عن البرنامج الإنمائي التابع للأمم المتحدة، والذي خص بالدراسة الجانب الاقتصادي للدول المشاركة في المونديال· الجدير بالذكر أن التقرير الأممي لم يشمل دولة كوريا الشمالية بالرغم من مشاركتها في المونديال، على اعتبار أن السلطات الرسمية لا توفر المعلومات الاقتصادية· وقد جاء ترتيب الجزائر ضمن قائمة البرنامج الأممي ضمن الدول متوسطة النمو، مع العلم أن التقرير تضمن دولا ذات نسبة نمو عالي، متوسط ومنخفض· وتقوم العملية الحسابية للحصول على الترتيب من خلال حساب دخل الفرد من إجمالي الناتج المحلي للدولة، ونصيب الفرد من التعليم ومتوسط عمر الأفراد في البلد·