اعترف تقرير حديث أعده فريق من مؤسسة "فريدوم هاوس" الحقوقية الأمريكية بالتحسن الكبير الذي عرفه وضع المرأة الجزائرية مقارنة بمثيلاتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وبخاصة في الشق المتعلق بالتشريعات التي تضمن لها مكانة في المجتمع. وبنت فريدوم هاوس استنتاجاتها من خلال دراسة وضع المارة الجزائرية منذ السنوات الخمس الماضية وتحققت في كل التطور الذي تم تسجيله في هذا المجال، وذكرت في تقرير حديث تناول وضع المرأة في كل دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن الجزائر قطعت خطوات كبيرة في مجال منح المرأة مكانة مرموقة في المجتمع، وصنفت الجزائر والأردن فقط في قائمة الدول التي سجلت تقدما في هذا المجال. وعدّد التقرير الذي جاء تحت عنوان "حقوق المرأة في الشروق الأوسط وشمال إفريقيا: تقدم برغم المقاومة" المجالات التي تم فيها تسجيل تقدم وأشار الى التعديلات التي أدخلت منذ سنة 2005 على بعض النصوص التشريعية منها قانون الجنسية، وقانون الأحوال الشخصية، والتي تمنح للمرأة حرية أوسع. واستندت التقرير في حكمه الايجابي هذا الى وضع المرأة الجزائرية في مجال التربية، حيث يعتبر موضوع تدريس الإناث إجباريا على الأولياء. وأقر تقرير فريدوم هاوس بأن النساء الجزائريات أصبحن يقتحمن بكل سهولة المجال الاقتصادي ويشكلن قوة في هذا الميدان الذي كان حكرا على الرجال في إشارة واضحة الى التنظيمات التي تعني بالمرأة رئيسة المؤسسات. كما أسهب التقرير في ذكر دور المرأة في تسيير قطاع القضاء من خلال اقتحامها هذا الميدان وأصبحت تشرف على أهم القضايا المعروضة عليها، واعتبر التقرير برنامج إصلاح العدالة الذي باشرته الجزائر منذ سنة 2001 إطارا سمح للنساء في الجزائر من دخول هذا القطاع من بابه الواسع. ومن بين ما تضمنه تقرير المنظمة غير الحكومية الأمريكية هو دراسة عن كفاح المرأة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي ودورها في استقلال الجزائر، وفي دراسة أعدتها الباحثة الجزائرية المقيمة بالولايات المتحدةالأمريكية نادية زروقي أشارت الى أن دور المرأة الجزائرية كان حاسما إبان ثورة التحرير وقدمت أدلة عن ذلك بأسماء الشهيدات وأخريات لا زلن على قيد الحياة.