حين قال الشاعر خالد الذكر نزار قباني “شرح الشعر حماقة" كانت فكرة مراوغة هذه الخطيئة الجميلة متاحة لحماس النفس النزاعة لمقارعة المستحيل، أو تنتصب كرغبة نزقة كي تجاوز هذه العقبة الكأداء التي يضعها نزار في طريق الشراح وربما يقصد بهم النقاد الذين عادة (...)
عند تأمل كثير من الأحداث والوقائع في المشهد الثقافي الجزائري عموما والفني نقف عند حالات غرائبية إزاء التعاطي مع الفن والإبداع أولا ثم المقاربة السياسية والاجتماعية لمنتجي الفن والمعرفة على السواء لما يقومون به ولما يدور حولهم من حراك وصخب، ولعل (...)
منذ سنوات سرني خبر تبرع الروائي المصري بهاء طاهر بقيمة جائزة أدبية كبيرة لشراء قطعة أرض يقام عليها مشروع ثقافي، وكتبت آنئذ مقالا بعنوان "الأثرياء والثقافة في الجزائر.. في انتظار غودو"، أضرب حينها كفاً بكف على غرق ما يسمى برجال الأعمال في بلادنا في (...)
"نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا"، لا أدري علام أركب هذه البداية الدرويشية في كتابة سطور وفاء لمهرجان أسدل الستار على طبعته الأولى منذ يومين فقط، هناك في أقاصي الصحراء، في مدينة إليزي، وهي قلعة من قلاع التوارڤ، كانت إذا الطبعة الأولى من مهرجان (...)
حجب لجنة تحكيم الدورة السادسة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف لعدد من الجوائز لعل أبرزها جائزة أحسن نص لا يدعو للحيرة فحسب أو القلق العابر للنقاشات السطحية وأكثرها فقاعات على هامش الجدل الحقيقي الذي يقتضيه الفن جودة أو رداءة.
ما حدث في تقديري أمر (...)
"حبوا بلادكم"، بهذه الجملة الإشراقة أسدلت الفنانة القديرة نورية الستار على تكريمها التلفزيوني عبر برنامج "أنتم أيضا"، كانت شبيهة بالوصية التي تكون آخر ما يجود به العارف الذي هذبته السنون فخبر الحياة وبعث في مواتها أسرار الوجود والانبعاث ممانعة (...)
ها هي أيام الله والوطن تعود كل عام، تجلدنا تارة بالذكرى النائحة، وتدير لنا الظهر تارة أخرى غضبا مرا علينا لأننا على ما يبدو أصبحنا تلاميذ كسالى في مدرسة المجد، ولم نعد في ذات الإبان نعرف طريقنا إلى الانتصار أو تجديد انتصارات الماضي والعيش على (...)
لم أعد أخفي الحلم الذي أعلقه كالأغلال على صدري منذ شهور، تحديدا منذ اندلاع وهم داعر سماه الحمقى والمغفلون "الثورات العربية" ضد أنظمتها، وإن كنت إلى حد ما لا أبرئ الأنظمة من جبروتها المعتوه تماما كما لا أبرئ الشعوب من سقوطها في الغوغائية واللاجدوى، (...)
أحيانا ومن أجل ممانعة اليأس العام أمنح للخاطر تأشيرة تزفّه إلى بلاد أحلام اليقظة، يجول فيها ما شاء له لكن قدره العودة إلى زقوم الواقع مضرّجا بالخيبة الداعرة ومشنوقا بأمل كذوب على أرض الدجل والتدليس، أرض يتناسل فيها المهرّجون العابثون بأقدار النّاس (...)
خلال انعقاد اللقاء المغاربي للتخطيط اللغوي مؤخرا في الجزائر تحت قبعة المجلس الأعلى للغة العربية وأمام سيل من الآراء والأفكار ذات الصلة بالأمن الثقافي في عمومه وأمام جمهرة من العلماء واللغويين، في مقدمتهم البروفيسور الجزائري، عبد الرحمن حاج صالح، (...)
بعيدا عن مناقشة تفاصيل صارت أكثر من الهم على القلب في جزائر المعجزات، لعل أوجعها زيارة الشاعر المغربي الكبير محمد بنيس إلى الجزائر عن طريق المركز الثقافي الفرنسي بالجزائر ليكون فارس "ربيع الشعراء"، وهو الذي يصرح في جريدة "الخبر" في حوار مع الزميل (...)
منذ شهور قليلة خاضت دار الوعي تجارب محمودة على كافة المستويات في سعي حثيث نحو نفض الغبار عن علامات ثقافية متأصّلة في الهوية الجزائرية, سواء فيما تعلّق بكتب الفكر أو كتب الفقه المرجعية في المذهب المالكي, إلا أن الوقفة الحقّة التي أحاطتني بقدر من (...)
ما زالت قلوبنا معلقة رغم مآسينا اليومية المستنسخة عن عصور الظلمات بما يحدث هنا وهناك في أرض الإسلام والعرب، والحال فإننا لا نملك سوى أن نتابع أخبار إخوان لنا في الدين واللغة والتاريخ عبر فضائيات الروم والعجم وبعض فضائيات العرب المفتضة على فراش (...)
لم يكن الشعر من النشأة الأولى حتى يرث الله اللغات وأهلها قرع طبول مثقوبة أو هزا للبطن أو رقص سماح أو دروشة مولوية تفضي إلى تيه أو إغماء، لم يكن باختصار حشيشا يتعاطى للإبحار في جحيم النسيان والتغبية المستديمة، رغم أننا نقرأ وفق ما سبق كثيرا من الكلام (...)
مرة أخرى تضيع في الحساب يراودني الصديق رشدي رضوان عن فكرتي التي أحب التحليق فيها أو بها إلى القارئ الكريم، وأجدني نازلا عند طلبه بحب وكرامة دون حجاج أو دلال، أعصبها برأسه وأتخندق في صف الكتابة وفق الطلب أو تحت ضرورة ما يطلبه الأصدقاء، وفي هذا نزر (...)
مع توحدي الكامل بصوت الشعوب في مناهضة ومقارعة جلاديها بالنضال الواعي المستمر المتجدد إلا أنني لا أملك إلا أن أضرب كفا بآخر حين أقلب النظر في الثورات الجديدة التي هبت رياحها من قارات أخرى على الشمال الإفريقي تحديدا، وهاهنا لا يمكنني - وأحسبه شأن كل (...)
لم يكن بخاطري أن أخوض مع الناس في مأساة المسيرة الفاشلة رقم "2" التي دعت إليها تنسيقية التغيير، هذه الأخيرة على ما يبدو أنها لا تغير شيئا في المنظور القريب حتى يغير القائمون عليها ما بأنفسهم من حسابات سياسية معقدة ومتداخلة، علاماتها الهرولة العمياء (...)
لم يتوّجه ملك عربي أو أعجمي بإمارة أو سلطنة، ولم يضع حاكم عربي على رأسه ياقوتة الطاعة، ولم تسبغ عليه سلطة عباءة الولاء، وكان الإغراء الذي طارده على مدى نصف قرن أو يزيد زيارات لا تنقطع إلى المخافر والسجون.
نجم الشاعر وابن البلد أصبح لا يرضى إلا (...)
تمرق في أكثر الأحايين سهام كتابات الروائي أمين الزاوي لتصيب صدور من قعدوا عن النزال أملا في عطية الصمت تارة، أو جبنا خشية استعداء شلة السوء تارة أخرى، وهو القعود الذي جعل النقاش الثقافي أسير تصفية العقد الشخصية في مشهد يحيل على صراع الديكة على دجاجة (...)
في العدد الأخير من الملحق الثقافي ”الأثر” لجريدة الجزائر نيوز، قرأت رد الروائي العزيز الحبيب السائح على ما ذهب إليه المختص في علوم الاجتماع ناصر جابي، إذ يرى هذا الأخير أن ”المثقف المعرب هو أزهري حتى ولو كان لائكيا وتقدميا، فهو في النهاية يكتب بلغة (...)
كانت لحظة للصفاء توشحت بالبوح النادر وتوجت بنجوم الشعر والنجوى, لحظة قال فيها الشاعر والدكتور والمثقف عمر أزراج إنسانه المبحر في ملكوت البحث عن الإنسان فيه فأخرج درر الجوانية فيه دون كد أو مكابدة لأن أزراج تحدث للملايين بلغة الطفل وبملامح الطفل أيضا (...)
ليس من باب القراءة المتأنية أو الباحثة عن النفاذ إلى عمق التحاليل السياسية أو السوسيولوجية في ما حدث عند الشقية تونس الخضراء التي كانت دوما قبلة لعشق الحياة و ما حدث لا شك يبعث في النفس حزنا عميقا لأن التغيير مهما كان ضرورة ملحة في قانون الضرورة (...)
البقاء للأسوأ ؟
لم تعد الجزائر البيضاء أقل كربلائية من العراق الماجد، والشموس التي تلوح في سماواتنا من حين لآخر سرعان ما تتخطفها غربان ناعقة بالدمار المجلجل، قاذفة بنا في زقوم العربدة الداعرة والهرولة في جميع الاتجاهات، فأية لعنة تحيض علينا والكل (...)
"لا تتركوا هذا الاستعمار القديم يختطف ويسرق أحلام شبابنا من جديد"، "لماذا رغم كل ذلك (تقصد ما أنفق من ملايير) لا يحس شعبنا بالرفاهية؟ وأين هي النوعية؟ وما ذا تنوون القيام به لإعادة الأمل للشباب؟ هذا غيض من فيض ما ساءلت به المجاهدة "الفحلة" زهرة ظريف (...)