اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو سقط مثل الثور المذبوح في جنوب إفريقيا، ولم يراقص الكرة ولم يداعبها ولم يسجل أهدافا كثيرة، وارتكب خطأ جسيما عندما بصق على المصور التلفزيوني، وهذا سلوك طائش ومقزز ويدل على طيش مبالغ فيه، وعلى كل حال المقال يفهم من عنوانه، وقد استأجر هذا اللاعب سيدة أمريكية ودفع لها المال لتنجب له طفلا، وهذا هو عنوانه في الحقيقة، وسلوك اللاعب، إذا كان اللاعب قائدا للفريق، يجب أن يوضع تحت المجهر، وهناك أمثلة على سوء السلوك في جنوب إفريقيا ما كان يجب أن تحدث، فبالاك القائد السابق للفريق الألماني غادر جنوب إفريقيا غاضبا، لأن القائد الجديد لام قرر عدم التنازل عن شارة القيادة، وأحدث ذلك حالة من التصدع في صفوف الفريق، وربما كانت هناك قصة غيرة أو حسد بين اللاعبين ما كان يجب نقلها إلى الملعب· وفي الفريق الإنجليزي كانت هناك قضية أخلاق، حيث قرر المدرب كابيلو نزع شارة القيادة من اللاعب جون تيري ·· لأنه أقام علاقة مع الزوجة السابقة لزميله في الفريق، وقال المدرب أن جون تيري يعتبر قدوة للأطفال ولا يجب إعطاء صفة القائد ''لشبه خائن'' وقبل جون تيري القرار على مضض، وربما هذه أمور شخصية ولا يعطونها في الغرب نفس القدر من الأهمية والحساسية مثلنا، لكن ما حدث مع فريق الديكة لا يمكن فهمه أو تبريره لأنه يشبه الخيال وليس من الواقع، فقائد الفريق باتريس ايفرا هو الذي حرض رفاقه على الاضراب وعدم التدرب ووافقوا على رأيه ومشوا معه، وتحول من قائد يقود اللاعبين ويعطي العبرة في الحكمة والهدوء وحسن التقدير والتدبير إلى متمرد وقائد للمتمردين، مسيئا لسمعة فرنسا والفرنسيين·· وربما سقط القائد السابق لمحاربي الصحراء يزيد منصوري أيضا في الفخ، فهو لم يتقبل قرار المدرب بنزع شارة القيادة منه ومنحها لزميله عنتر يحيى، وقرر اللاعب عدم التحدث مع المدرب ومقاطعته، ونسي أن القرار الأول والأخير يعود للمدرب ولا يخضع لرغبات أو نزوة أو ''وحم'' اللاعبين والمسؤولين وغيرهم، وما كان عليه إلا إظهار الطاعة مثلما يفعل الجنود أمام قادتهم·· وأنا من الذين يعتقدون أن القائد يجب أن يكون قدوة في أخلاقه وسلوكه وفي ''قطار حياته اليومي''، وقد أعجبني المنطق الذي فكر به كابيلو عندما قال أن جون تيري غير مؤهل لحمل شارة القيادة، كما أعجبني الحارس الفرنسي السابق فابيان بارتيز عندما طلب من المدرب الجديد للديكة ''لوران بلان'' عدم ''دعوة ايفرا'' مرة أخرى للمنتخب· سلوكات بعض النجوم في المونديال كانت مقززة ومعيبة، لكن بعضها كانت نموذجية حقا، أحدهم القائد الجديد للمنتخب الجزائري عنتر يحيى، فقد أخرجه الحكم ببطاقة حمراء ظالمة، لكنه احترم القرار الجائر وخرج محترما، والحقيقة أن سلوك لاعبينا كان جيدا في هذا المونديال، على العكس مما كان عليه الحال في كأس إفريقيا للأمم، مثلما فعل فوزي الشاوشي عندما حاول نطح الحكم، فلم يسىء لنفسه فقط، بل أساء للجزائر كلها·· ولكرة القدم أيضا·